ما لا تعرفينه عن حياة كارل لاغرفيلد الخاصة والمهنية!

عمل المصمم المبدع الراحل كارل لاغرفيلد في مجال الموضة لمدة تفوق الستة عقود ويبدو أن ابتكاراته المذهلة لن تذبل يوم، وذلك بشهادة زملاء له في المجال أمثال ميوشيا برادا التي قالت عنه: "بالنسبة لي، كارل لاغرفيلد هو قوة إبداعية حقيقية. فقد أعطى الكثير لمجال الموضة، ليس فقط من خلال تصاميمها، ولمن من خلال كل الفنون التي يحترفها". بدوره، رالف لوران قال بأنه "رجل عصر النهضة في عالم اليوم الفريد من نوعه".


 تكاد تكون معايير كارل لاغرفيلد في الحقيقة غير بشرية، إن كان لناحية عدد الإبداعات التي يقدمها، ذكائها، وغناها بالأفكار السباقة والساحرة. ولكن بالرغم من كل ما حققه في مسيرته المهنية الإستثنائية، كان لاغيرفيلد يقول: "لا أشعر بالرضا بتاتاً. دوما أما أفكر بأنه بوسعي أن أقدم ما هو أفضل. أعتقد بأني خمول وبأنه بوسعي بذل المزيد من الجهد ولذلك بوسعي السير قدماً. إذا كنت تشعر بالسعادة بما قدمته، فذلك أمر سيء للغاية".


شارك كارل لاغرفيلد في مسابقة International Wool Secretariat Prize في العام 1954 وقد فاز في العام ذاته الى جانب ايف سان لوران، ولكلاهما، كان الفوز أشبه بخطوة رئيسة لهما في عالم الموضة. قادت جائزة لاغيرفيلد مسيرتيه المهنية نحو وظيفة لدى بالمان ومن ثم عمل لدى Patou، فشعر بالملل، وبعد خمس أعوام، قام بأعمل لحسابه الخاص مع كلوي، كريزيا، فالانتينو وماكس مارا".


وصل كارل الى شانيل في العام 1983، بعد أن عمل لفترة وجيزة في كلوي وحوالي عشرين عاماً في فندي التي شغل منصب مديرها الإبداعي لأكثر من خمسين عاماً الى يوم وفاته. كذلك، لعب الدور ذاته في ماركته التي تحمل إسمه وهو مصور شهير عالمياً، ومؤلف كتب. عصب مسيرته المهنية في الحقيقة هو شانيل، فهو على الأرجح لم يكن سيحصل على الشهرة ذاتها لو لم يتم اختياره ليصبح المصمم المبدع في علامة شانيل. فبعد 12 عاماً من وفاتها، فقدت الدار صلتها الوثيقة في عالم الموضة وباتت علامة موشكة أن تصبح طي النسيان، مثل مؤسستها. ويقول عن ذلك لاغيرفيلد: "لم يعد حينها أحد يكترث لها، فقط كانت الشيء ذو الطراز الأقدم في العالم".


حينها، كان توم فورد طالباً في الموضة ويقول بذلك الصدد: "كنت في مدرسة التصميم في Parsons في باريس حين توجه كارل الى شانيل وأذكر أن الأمر كان مذهلاً. فقد كان المصمم الاول الذي يحيي رميم علامة، قبل أن أقوم بالأمر ذاته أنا في غوتشي بكثير، وقبل مارك جايكوبس في لويس فيتون وقبل فوبي فيلو في كلوي... كارل كان الأول وقد صمد أكثر منا جميعاً وما زال هناك. إنه لأمر مذهل بحق".


مع كل النجاحات التي قدمها، مسيرة كارل لاغرفيلد لم تكن خالية من العثرات أيضاً. في حين كان يحقق نجاحاً مبهراً في شانيل منذ اليوم الأول، لم يكن الأمر سيان بالنسبة لفيندي. فلأسباب متعددة وتدخل الكثير من الأراء الأسرية لمؤسسي العلامة، وصلت فيندي الى مرحلة كان لا بد أن يتم بيعها. عن ذلك، قال لاغيرفيلد: "بفضل Bernard Arnault والرئيس التنفيذي السابق Michael Burke والرئيس التنفيذي الحالي Pietro Beccari، أصبح الحال أكثر من مرضياً". بقي برنامج عمل لاغيرفيلد مزدحماً حتى الفترة الأخيرة قبل وفاته بطريقة قد تصيبك بالدوار لمجرد قرائته.

من هنا، عن حياته الخاصة قال المصمم كارل لاغرفيلد بأنه حد من عدد الأشخاص الذي يمضي معهم الوقت، وكان يجد صعوبة في السير في شوارع أي مدينة ويشعر بانزعاج دائم من الإنتباه الذي يولى اليه على الدوام والطلبات بأخذ صور سيلفي معه. لكن انشغالاته لم تمنعه من الفضول وقراءة كل مجلة ومعرفة كل شيء يدور حوله من خلال جواسيس يضعها في كل مكان.


عشق كارل لاغرفيلد رسم الإسكيتشيات بقلم الرصاص في سريره، ويقول بأن أفكاراً لا تنتهي تأتي اليه خلال نومه، فيصحى ويأخذ قلماً يرسم به كل فكرة. أحلامه تأتيه بالأفكار أيضاً للملابس والتفاصيل والشنط. أما اهتمامه بأعماله الخاصة، فما كان يهمه فقط ما يأتي في الخطوة التالية وأنه لا ينظر بتاتاً الى الخلف ليقيم عمله وعلق بهذا الصدد: "في اليوم الذي أبدأ فيه بالتفكير بتلك الطريقة، لا بد أن أتوقف. فذلك يجعل الدماغ ثقيلاً"، وأضاف: "الإرث هو من أفظع الكلمات. تبدو وكأنها جنازة".


إنها حكاية نجاح وجدت أصداء في قلوب كل من عمل في مجال الموضة أو يعشق هذا المجال، باستثناء لدى كارل لاغرفيلد الذي كان يشدد على أن نجاحه لا يتسبب له بالشلل، لأنه في عيونه هو ليس بشخصية ناجحة وما زال أمامه الكثير ليحرز المزيد من التقدم، وقال: "قد يبدو ما أقوله سخيفا، ولكنه حقيقي".

 

 

أضف تعليقا
المزيد من مشاهير العالم