عطر مميز من Chanel

هل يشير هذا الرقم إلى سنة؟ أم عنوان؟ أم مزيج بين رقمين؟ يجمع 1957 بين كل ذلك، كما يشير إلى الرابط بين شانيل CHANEL والولايات المتحدة. أسرت غابريال شانيل هذه القارة، وجذبت اهتمامها بإبداعاتها منذ بدايتها في عام 1912، ثم بشخصيتها الحرة والمستقلة، تلك المرأة التي تدين نجاحها لأحد غير نفسها. وكان الافتتان متبادلاً، فجذبت أمريكا مادوموازيل شانيل بسسب ماضي عائلتها وحلم أبيها الحبيب الذي أبحر إلى العالم الجديد. وأصبحت رغبتها في أن تعيش هذا الحلم وتحقق الشهرة الدائمة حقيقة. لقد صرحت لبول موران: "أعشق أمريكا وأحبها. إنها المكان الذي صنعت فيه ثروتي". وتم فيها أيضًا تكريمها، باعتبارها المصممة الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين في عام 1957

 

أعشق أمريكا وأحبها

بدأت قصة الحب بين شانيل CHANEL وأمريكا بفضل الأزياء. كانت قبعات صانعة القبعات الشابة توزع في متاجر نيويورك، وقد أشادت الصحافة بأسلوبها المبتكر. وتنبأت صحيفة وومان وير ديلي بمستقبل رائع للسترات الصوفية الشهيرة التي تم إبداعها في دوفيل منذ ظهورها في عام 1913. و في كل موسم، لاقت تصاميم شانيل CHANEL استحسانًا في صفحات فوغ وهاربرز بازار وفانيتي فير.

 

العطر هو أكثر تعبير عن الفخامة

وازدهر العطر لاحقًا بالطبع. لقد اكتشفت فرنسا عطر 5 في 1921 وأغرمت أمريكا به بعد طرحه بثلاث سنوات في عام 1924؛ نفس سنة طرح أول مجموعة ماكياج. قالت غابريال شانيل: "يميل الأمريكان إلى شراء كل ما هو فاخر، ويعتبر العطر أكثرها فخامة."

وصدق حدسها من جديد. وفي عام 1928،  دخل أحد ممثلي مجلة فوغ الأمريكية إلى صالون التجميل التابع لمتجر جاي ثورب، والتقى بالبائعة التي حصلت على تدريبها في باريس من شانيل CHANEL. ولم تقم فقط بالسماح للنساء بتجربة مستحضرات العناية بالبشرة من شانيل CHANEL، بل أرشدتهن أثناء اختيارهن للعطر. "من أصعب الأمور في الحياة عند تجربتك لثلاثة خيارات أو أربعة." في عام 1934، بدأ الأمريكان التعرف على عطور جديدة بتركيبات لم يسبق لها مثيل من خلال الحملات الإعلانية للعطور في المجلات الأمريكية.

كان N°5 أول عطر فاخر يستخدم الألدهيدات ويتميز بتركيبة مبتكرة غنية وزهرية.

 

غابريال شانيل في جناحها في فندق بيير خلال زيارتها الأولى إلى مدينة نيويورك، 1931

كان اسم شانيل على كل لسان واعتمد أسلوبها جميع النساء. كما أشادت مجلة فوغ الأمريكية بالفستان الاسود الصغير الشهير في أكتوبر في 1926. وأطلقت المجلة على تصميم شانيل CHANEL  "فستان فورد"، وذلك  إشارة إلى سيارة "فورد تي" التي كانت من أكثر السيارات مبيعاً منذ عام 1908. وبالتالي، ساهمت المجلة في تمهيد الطريق للفستان الأسود الصغير في تاريخ الموضة. في برودواي، ظهرت الممثلات كاثرين كورنيل وجيرترود لورانس على خشبة المسرح مرتديات إطلالة من شانيل CHANEL.  دعت هوليود غابريال شانيل، التي غادرت إلى لوس أنجلس تحت طلب صمويل غولدوين في 1931 لاختيار ملابس ممثلات استديوهات مترو غولدوين ماير. وكانت من بين الممثلات غلوريا سوانسون التي أصبحت أحد أصدقائها.

كانت سعيدة باكتشافها الولايات المتحدة أخيرًا وكانت المحطة الأولى من رحلتها في نيويورك، حيث رافقتها ميسيا سيرت، وتم استقبالها هناك بكل فخامة.  وفي طريق عودتهما من كاليفورنيا، زارت الصديقتان شيكاغو وسان فرانسيسكو قبل أن يعودا إلى نيويورك. واستغرقت الرحلة شهرًا واحدًا، واستغلت الصحافة الأمريكية الفرصة لمحاولة الكشف عن أسرار غابريال شانيل، سيدة الأعمال السابقة لعصرها التي لا تكل. وانتشر اسم كوكو في كل مكان وقامت بمقابلات لا حصر لها من جناحها في فندق بيير؛ من نيويورك تايمز إلى نيويورك هيرالد تريبيون، ناهيك عن نيويوركر وفوغ وهاربر بازار. فضلاً عن ذلك، تم الاهتمام الشديد بتفاصيل ملابسها، كما لاقت قلائدها من اللؤلؤ وأسلوبها كثير من الإعجاب. ومنذ ذلك الحين، أصبحت شانيل CHANEL تجسد الأناقة الفرنسية ورمزًا للموضة التي لا بد من اتباعها.

 

في نهاية رحلتها، أثنت مجلة فانيتي فير بعدد يونيو 1931 على المصممة بمقالتها البارزة: " We nominate for the Hall of Fame". فكتبت: "كانت غابريال شانيل أول من طبق مبادئ الحداثة على الخياطة. وتعتبر بين أصدقائها الرجال الأكثر شهرة في فرنسا، لأنها تتمتع بفطنة تجاريًا ولكنها مسرفة على الصعيد الشخصي. كما تبدي حماسًا حقيقيًا للفنون، وأخيرًا، لأنها أتت إلى أمريكا لتقوم بمحاولة جديرة بالثناء لتعريف هوليود بالأناقة." وأكد معرض نيويورك الدولي المقام عام 1939 هذا الولع بشانيل CHANEL؛ فقد افتتن 44 مليون زائرًا بواجهات عرضها من الكريستال والرؤوس المنحوتة. وكانت تعرض أغراضًا وإكسسوارات تعكس شخصية مادوموازيل شانيل.

على الرغم من سفر غابريال شانيل إلى الولايات المتحدة سابقًا مع أصدقائها أو المصورين مثل هورست بي هورست إلا إنها وصلت للنجاح والشهرة في عام 1957. قبل ذلك بثلاث سنوات، عادت مادوموازيل شانيل إلى عالم الأزياء بمجموعة تتعارض تمامًا مع أسلوب العصر. في حين تجاهلتها باريس، قابلتها أمريكا بالثناء. ووجهت مجلة لايف المديح لها: "تبتكر غابريال شانيل في عمر 71 أكثر من مجرد أزياء، فلقد أحدثت ثورة في عالم الموضة." وترومان كابوتي وصفها فقال: "صاحبة رؤية مستقبلية في عالم الأزياء".فكيف يمكن لبلد، حيث كل شيء ممكن، أن تنسى أنه في عام 1952 جعلت مارلين مونرو من عطر N°5 عطرًا لا يقوى عليه الزمن وذلك بتصريحها إنها لا تضع غيره على بشرتها في الليل؟

وهكذا في عام 1957، نظم ستانلي ماركوس في ذلك العام أول نيمان ماركوس فورتنايت في دالاس للاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المتجر. وتمت دعوة ثلاثمائة من مصممي الأزياء، ولكن تم استقبال واحدة فقط مثل النجوم. بعد وصولها على متن أول طائرة أجنبية على الإطلاق في مطار دالاس لاف فيلد، استقلت غابريال شانيل سيارة رولز رويس البيضاء الوحيدة في موكبها، حصرياً لها. وكانت وجهتها المنصة التي حصلت فيها على جائزة نيمان ماركوس عن فئة "الخدمة المتميزة في مجال الأزياء"، مما يجعلها أكثر المصممين تأثيراً في القرن العشرين. وكانت سوزي باركر، أول عارضة بارزة في تاريخ الأزياء، إلى جانبها. وفي عام 1959، أصبحت النجمة الأمريكية الجميلة الوجه الإعلاني لعطر N°5، حيث ظهرت في حملة صورها ريتشارد أفيدون، ثم تلتها الممثلات كانديس بيرغن وآلي ماكجرو، في عامي 1965 و1966.

 

أكثر مصممي الأزياء تأثيرًا في القرن العشرين

الحب بين شانيل وأمريكا

نمت علاقة الحب بين شانيل CHANEL وأمريكا بشكل أقوى من خلال عالم الفن. في عام 1959، عرض متحف نيويورك للفن الحديث عبوة قارورة العطر كمثال على الأناقة البسيطة، والتي أعاد أندي وارهول التعبير عنها بشكل جديد في وقت لاحق. وأثنى استعراض برودواي الفني "كوكو" على غابريال شانيل في 1969 بتقديم 300 عرض مسرحي موسيقي بطولة كاثرين هيبورن في دور المصممة.

لقد أصبحت غابريال شانيل ابنة أمريكية بالتبني بشخصيتها الفريدة والجريئة وقلبها المتمرد الشغوف، فلا تدع شيئًا يقف في طريقها. إنها امرأة مستقلة تعمل بجد، مدفوعة برغبة فطرية في النجاح. وأشادت بها أمريكا في 10 يناير 1971، بعد أن تابعتها ونصرتها منذ البداية. وقد خصصت صحيفة نيويورك تايمز ثلاثة أعمدة في الصفحة الأمامية عن تأثيرها "الذي لا يحصى" على الأزياء وتطورها. ويثبت التاريخ حتى الآن صدق قولهم.

وبينما تعيد شانيل CHANEL افتتاح بوتيك نيويورك في شارع 57، تحتفل الدار بسنة 1957 مع عطر جديد في مجموعة  LES EXCLUSIFS DE CHANEL. لا تمثل 1957 سنة تمجيد غابريال شانيل في أمريكا فقط، بل يعتبر رقم 19 يوم ميلادها و57 رقم الشارع الذي يقع فيه أكبر بوتيك شانيل CHANEL في الولايات المتحدة. وبابتكار هذا العطر، تم بناء جسور تواصل بين فرنسا وأمريكا تجمعها هذا الأسلوب المميز والمواكب لكل العصور؛ أسلوب شانيل CHANEL.

"ويضم هذا الأسلوب الخاص ثلاثة مكونات: الطابع الصبياني والراحة ولمسة سخية من اللؤلؤ. وكان من المؤكد نجاح تصاميمها في بلد يكون التركيز فيها على الشباب والحياة الحرة والسهلة." ولخصت صحيفة نيويورك تايمز من خلال هذا التعريف لجاذبية شانيل CHANEL كل ما يجب أن يقال.

أعطى هذا الأسلوب الحديث والمبتكر النساء حرية الحركة. وكسرت هذه الجاذبية الشابة والعصرية القواعد المتعارف عليها وغيرت شكل الأناقة التقليدي. كما يجسد فن للحياة يتسم بالبساطة، ولكن يخفي بداخله حرفية وإتقان في الصنع، ويتميز بفخامة دون تباهي أو حاجة لتبريرها.

 

عبير البشرة الطبيعي

أبدع الابتكار الثالث من مجموعة LES EXCLUSIFS DE CHANEL خبير العطور، أوليفييه بولج بالتعاون مع مختبر شانيل CHANEL لابتكار العطور وتطويرها. ويعبر عطر 1957 عن سر أسلوب شانيل CHANEL البسيط الممتنع. وتتسم تركيبته المتوازنة بنعومة كريمية وراحة وإشراقة مفعمة بقوة خفية. ويمتزج عبير هذا العطر الطبيعي مع بشرة مرتديته لشعور بالخصوصية والتفرد. ويوضح أوليفييه بولج: "مع كل عطر في مجموعة LES EXCLUSIFS DE CHANEL، نستكشف مسارًا لم نتخذه أبداً." ويضيف: "اخترت هذه المرة استخدام المسك، وعلى وجه التحديد المسك الأبيض. ويخفي هذا البياض بداخله شيء من الغموض ويتسم بعبيره المغلف الذي يضفي إشراقة صريحة نوعًا ما، ويختلف في أثره الناعم والحسي. 1957 هو عبير البشرة الطبيعي الذي يبرز أثره بوضوح عند امتزاجه مع بشرة كل شخص بشكل فريد."

 

توازن بين النعومة الكريمية والراحة والإشراقة المفعمة بقوة خفية

يجمع عطر 1957 بين 8 أصناف من المسك الأبيض التي تكون طبقات شفافة وشبه شفافة ومعتمة. ويتسم هذا التعاقب في الطبقات بالنقاء، كما يبعث على الراحة والدفء والنعومة. بوضعه، يمكن تخيل لآلئ غابريال شانيل المحببة، وخطوطها الرقيقة التي أصبحت غير ملحوظة من خلال الانعكاسات المتغيرة. ويتمزج البياض غير اللامع لبعض أصناف المسك مع اللؤلؤ المتقزح لأصناف أخرى منه. وفي قلب هذا التفاعل العميق، تضفي النفحات من الخشب والعسل والتوابل والزهور أثرًا مشرقًا وقويًا وجذابًا. فضلاً عن ذلك، تتناغم نفحات الفانيليا والعسل مع المسك الأبيض، وتنسجم بعضها مع لمسات من الأرز، ويبرز البعض الآخر مع الفلفل الوردي أو بذور الكزبرة أو زهر البرتقال. وتم الكشف عن بساطة الدرجات البيضاء الخادعة وتعزيزها... ويزيد أثر العطر، المصنوع بدقة متقنة وبطابعه المجرد، من جمال البشرة بمنحها عبير مميز وفريد من نوعه.

 

1957

فكرة معينة عن أمريكا

"يستحضر1957 أيضًا فكرة معينة عن أمريكا"، وفقًا لأوليفييه بولج. ويوضح: "إنها فكرة تكونها البلد عن العطر وخاصة فيما يتعلق بشانيل CHANEL وN°5، الذي أصبح نموذجًا للإلهام العطري، حتى بالنسبة لرذاذ الشعر والصابون. كما تعبر عن مفهوم قدمته الولايات المتحدة والذي أشارت إليه بمصطلح “sent-bon” .  ويمثل هذا المصطلح معانٍ كثيرة بالنسبة لي، خاصة وأنه كان عزيزًا على غابريال شانيل. ويمكن وصف 1957 بحلقة الوصل، فهو يعيد التعبير عن صناعة العطور الأمريكية، انطلاقًا من الفكرة التي كونتها الولايات المتحدة عن العطر الفرنسي منذ أن رأى عطر N°5 النور." وبفضل أثر هذا العطر، يبرز جوهر شانيل CHANEL من جديد، بما يميزه من راحة وأناقة طبيعية. فضلاً عن ذلك، يكشف عن نفسه بشكل فاخر وشخصي لا ينسى.

 

N°22

باقة مجردة وغنية من الزهور التي تعكس أنوثة جذابة وحسية وتعبر عن ثقة مذهلة

 

31 RUE CAMBON

عطر أنيق وجذاب مكون من تناغم الشيبر المذهل.

 

LA PAUSA

عطر يكشف عن كل الجوانب المتباينة لزهرة السوسن، فهو يجمع بين النفحات المشرقة والرقيقة، والبسيطة والفاخرة، والترابية والبودرية.

 

1932

في قلب هذا العطر، يعزز نفحات الياسمين الحسية والثمينة تناغم الكمثرى والجريب فروت والنفحات الخشبية والبودرية.

 

GARDÉNIA

 عطر زهري يعبر عن الأنوثة من خلال عبيره المكثف والناعم والجذاب.

 

N°18

عطر N°18 الفريد والمفعم بالحيوية والنشاط، هو عطر مدهش يحتوي على نفحات الفواكه اللذيذة.

 

SYCOMORE

عطر أساسي مكون من نجيل الهند الذي يتميز بأثره البسيط والمدخن، كما ينفرد هذا العبير الفريد بلمسته من التوابل.

 

MISIA

عطر بلمسة فنية يعكس أجواء غرف تغيير الملابس وما يحدث خلف الكواليس. ويتميز بتناغم من الورد والبنفسج، مشيرًا إلى أحمر الشفاه ومساحيق البودرة ومستحضرات تلوين الوجنتين.

 

BOIS DES ILES

 عطر BOIS DES ILES يأخذك  في رحلة رائعة من خلال نفحاته الجذابة والمغلفة والدافئة، فضلاً عن طابعها الحسي والثمين.

 

COROMANDEL

عطر شرقي مليء بالتناقضات، ويتميز بنفحاته القوية من العنبر مع لمسة ناعمة وجذابة.

 

BEIGE

عطر يجمع بين نفحات الزهور البودرية والناعمة، ودرجات العسل.

 

BOY CHANEL

تناغم فريد من الخزامي والغرنوقي مع نفحات دائفة شرقية وخشبية ودرجات من المسك. ويمتزج هذا العطر الرجالي والنسائي في آن مع البشرة بمثالية.

 

CUIR DE RUSSIE

 عطر فاخر ودافئ بنفحات غامضة من التبغ والخشب المدخن.

 

BEL RESPIRO

 عطر BEL RESPIRO  الرقيق يعبر عن الربيع بأعشابه الخضراء وأوراقه النضرة ونسيمه الخفبف. إنه عبير بلمسة ناعمة ومنعشة.

 

JERSEY

عطر مميز بعبير زهري وناعم من الخزامي الفاخر وتعززه لمسة من الفانيليا ونفحات المسك الأبيض الفريدة.

 

1957

عبير متكون بتداخل درجات المسك الأبيض، مما يضفي إليه  نعومة وراحة ولمسة حسية.

بول موران، The Allure of Chanel، طبعة Hermann، 1996، ص. 183.

Women's Wear Daily، 27 يوليو 1914

مجلة فوغ الأمريكية، 29 سبتمبر 1928.

جوستين بيكاردي، CHANEL sa vie، دار نشر ستيدل، 2010، ص. 330

صحيفة نيويورك تايمز، 11 يناير 1971.

ليندا سيمون، Coco Chanel ،  دار النشر Reaktion books، مجموعة Critical Lives،  لندن، 2011، ص.157.

أضف تعليقا
المزيد من عطور