موضة الكسرات تاريخ من الحسّية والفخامة

تملك الكسرات الكثير من الحسّية فيما أنّها توحي بالأناقة وتضفي نوعاً من الفخامة على التأثير الذي تحدثه على الملابس. وجودها يتكرّر سواء في الملابس المحتشمة االصريمة، كما في ملابس طالبات المدارس، أو في الملابس التي تلتفّ حول الجسم وتؤطر انحناءاته الأنثوية. إليك لمحة عن تاريخ اعتماد الكسرات في الأزياء، وكذلك طرق اعتماده في مجموعات الأزياء الجاهزة والخياطة الراقية لخريف وشتاء 2018-2019.

 

تاريخ الكسرات

الكسرات ورغم انتشارها في الكثير من التصاميم العصرية، إلا أنّ لها جذوراً موغلة في القدم. إذ يرجع أول ظهور للكسرات إلى مصر القديمة التي كان الفراعنة والملكات فيها يرتدون ملابس مزيّنة بالكسرات.

وكانت التقنية المتبعة في ذلك الوقت للحصول على الكسرات تتمثّل في تغطيس قماش الكتان نصف الشفّاف في محلول صمغي، ثم استعمال أداة ثقيلة من أجل كي الثنيات أو الكسرات وتثبيتها.

وكانت عملية صنع الكسرات في القماش الطبيعي كالحرير والقطن والصوف، أمراً معقّداً للغاية، ما جعلها حكراً على الطبقة الحاكمة.

أمّا الإغريقيين فقد استعملوا تونيك من الكتّان اسمه Ionic Peplum يتمّ تثبيته على الكتفين بواسطة دبوسين بروش Fibulas، ويلفّ حول الخصر بحزام Kolpos. وكانت الكسرات تُصنع باليد، ولكنْ ما أن يغسل القماش حتى تختفي الكسرات، ومن ثم كان يجب أن يخضع القماش لنفس العملية بكلّ مراحلها، وهذا ما جعل القماش المكسّر رمزاً للأرستقراطية.

 

وكانت المؤسّسة الوحيدة القادرة على امتلاك الملابس المكسّرة منذ ابتكارها هي الكنيسة، إذ لم يتكمكّن أربابها، أيّ الكاردينالات والبابوات، من مقاومة الخفّة والدقّة الناتجة عن الموسلين المكسّر أو التونيك الحريري المزيّن بالثنيات، واعتمدوا هذه الإطلالة لقرون عدّة حتى عندما كانت الكسرات خارج الموضة.

ومن الأمثلة الدالّة على مكانة الكسرات العالية في المجتمع، نذكر الياقات المكشكشة والمكسّرة التي كانت رمزاً للأرستقراطية في القرن 16 للنساء والرجال على حدّ السواء. وكانت هذه الياقات تصنع من الموسلين، فيما أنّه يتمّ تزيينها أحيانا باللؤلؤ والحجارة الكريمة، كما تشهد لوحة للملكة إليزابيث الأولى. وكانوا يحصلون على شكلها المتماوج عن طريق استخدام أسطوانات معدنيّة ساخنة، كانت تستخدم لتعيد للياقة شكلها كلّما غُسلت. كما كانت الكسرات تستعمل أيضاً لتزيين التونيكات والقمصان والقبّعات وحواف الأكمام والعقد، وكذلك حوافّ التنانير.

ليس هذا فحسب بل كانت هناك استعمالات ثقافية وتاريخية للكسرات في الملابس، كما هو الحال في التنانير الاسكتلندية Kilt، أو التنانير اليونانية Fustanella، والتي يرتديها الرجال.

 

الكسرات في الموضة المعاصرة

في بداية القرن 20، أعطى المصمّم ماريانو فورتوني Mariano Fortuny الكسرات الإغريقية روحاً جديدة، وصمّم فستاناً سماه Delphos مصنوعاً من الحرير المكسّر. الفستان كان بديع التصميم ويهدف إلى إظهار جمال الجسم الأنثوي. أمّا الكسرات فتمّ تشكيلها باليد باستعمال اسطوانتين من الشمع مع حزوز ضيّقة تُسخّن وتُستعمل لصبغ القماش حسب رغبته، ثم يُفرد القماش بين الأسطوانتين. النتيجة كانت قماشاً مطّاطاً ولمّاعاً ومكسّراً بطريقة هندسية، كانت كافية بأن يسجّل المصمّم بإسمه براءة اختراع تقنية التكسير والتلوين هذه.

لكن ظلّت مشكلة اختفاء الكسرات بعد غسل الملابس قائمة، إلى أن أتى المصمّم الياباني إيسّيه مياكي Issey Miyake الذي تمكّن من تقديم حلّ لهذه المعضلة. حيث استخدم البوليستر لابتكار مجموعته الشهيرة Pleats Please، عام 1993. أمّا التقنية التي اتّبعها فتثّملت في قصّ الملابس، ثم خياطة التصاميم من قماش حجمه أكبر ثلاث مرّات من حجم التصميم النهائي، ومن ثم حشر القماش بين قطع من الأوراق، قبل أنّ يوضع في ماكينة صنع الكسرات. وهكذا تمكّن من تقديم تصاميم عملية يمكن تخزينها بسهولة، وتقاوم تجعيدات السفر، كما يمكن غسلها بالغسّالة الكهربائية.

ومع ابتكار الأقمشة المصنّعة، تمكّن المصمّمون من تنويع الابتكارات في صنع الكسرات وتشكيلها.

وعام 2011 قدّمت ستيلا مكارتني Stella McCartney مجموعتها للخريف والشتاء باستعمال الكسرات المتناهية في الدقّة أو Micro pleats.

 

وفي خريف وشتاء 2014-2015 كانت الكسرات أحد أبرز إتّجاهات الموضة السائدة.

وتتالى ظهور الكسرات في التصاميم ومجموعات الأزياء في المواسم المختلفة. وها هي تكرّس وجودها في موضة خريف وشتاء 2018 سواء في الملابس الجاهزة أو في تصاميم الخياطة الراقية كعنوان للأناقة الأنثوية. ولم يتوقّف تأثيرها عند هذا الحدّ بل تمكّنت من تكريس تواجدها في موسم ربيع وصيف 2019 في مجموعات الملابس الجاهزة.

 

أنواع الكسرات

- الكسرات التي تشبه الصندوق Box، وهي التي تكون عادة في تنانير طالبات المدارس.

- كسرات الأكورديون Accordion.

- ااكسرات المقلوبة Inverted.

-الكسرات التي تشبه خليات العسل Honeycomb.

- الكسرات الرفيعة كحدّ السكين Knife.

 

نصائح لارتداء موضة الكسرات

ارتداء الكسرات لا يعني أن النتيجة ستكون دائماً مرضية، بل هناك عدّة نصائح يجب الانتباه إليها عند اختيار الكسرات لتكون إطلالتك رائعة:

- الكسرات تظهر الخصر العريض والبطن المنتفخة، وأفضل طريقة لارتدائها في هذه الحالة هو أن تبدأ عند الوركين وليس الخصر.

- كسرات الأكورديون تناسب المرأة صاحبة الجسم الشبيه بالساعة الرملية. وكسراتها عامودية وطويلة وتظهر امتلاء الوركين بشكل محبّب.

- الكسرات الرفيعة كحدّ السكين تناسب المرأة الممتلئة في قسمها الأسفل، لأنّها لا تملك الكثير من الحجم، وبالتالي لن تجعل الوركين يبدوان أعرض مما هما عليه.

- أدخلي دائماً التوبات والبلوزات وحتى الكنزات أسفل التنّورة من أجل أن تحدّدي خصرك وتبرزي  نحوله. لأنّك إذا تركتها فوق التنورة ستجعلك تبدين أعرض مما أنت عليه.

- إذا كانت ساقاك قصيرتين، اختاري تنّورة مكسّرة قصيرة.

 

- اختاري قماشاً خفيفاً متطايراً إذا كنت ممتلئة، لأنّ القماش ينسدل بسهولة فوق خطوط الجسم، ولا يتجمّع عند الوركين.

- نسّقي التنّورة المكسّرة المطبّعة مع تي شيرت أو توب بلون واحد، لتكون التنّورة مصدر التركيز.

- التنّورة المكسّرة بلون فاقع تضيف الكثير من الجرأة على إطلالتك.

- إذا كنت تريدين ارتداء التنّورة المكسّرة للعمل، يجب أن تكون الإطلالة رسمية، وهذا يعني أنّ تنسّقيها مع قميص أو بلوزة.

- يمكنك تنسيق الملابس المكسّرة مع أيّ نوع من الأحذية حسب الإطلالة التي ترغبين بها.

- اختاري كارديغان أو بلايزر تناسب التنّورة المكسّرة.

- تزيّني بعقد كبير التصميم ومميّز مع ملابسك المكسّرة.

- الحزام على مستوى الخصر يناسب التنوّرة المكسّرة.

 

إقرئي ايضاً:

موضة الأكمام المنفوخة من أسبوع الهوت كوتور اعتمديها حسب شكل جسمك

جاكيتات ذات الفراء صيحة جديدة لأناقتك

صور عبايات تخرج مختلفة وأنيقة

أضف تعليقا
المزيد من إتجاهات الموضة