سلمى بنعمر والقفطان المغربي... حكاية شغف وأصالة

تصميم القفطان المغربيّ حلم رافق مخيّلتها واستحوذ على اهتمامها منذ الطفولة، لا سيّما وأنّها نشأت في جوّ عائليّ يُعنى بهذا النوع من الثقافة ويحافظ عليه. فقد كان بمثابة قصّة تروي من خلالها شغفها وفرصة لتُظهِر جانبها الإبداعي. أتقنت مهارة حياكة هذا النوع الفاخر والقيّم من الأزياء، بمزيج من التراث المغربي واللمسة الفنيّة العصريّة التي اكتسبتها خلال الفترة الزمنيّة التي عاشتها في باريس، عاصمة الأزياء والموضة؛ وها هي اليوم تقدّم في كلّ موسم مجموعة تتضمّن نمطاً خاصّاً يروي حكاية جديدة وقصّة إلهام حديثة وتصاميم مختلفة يمتزج فيها الفنّ بعراقة وأصالة التراث المغربيّ.

إنّها المغربيّة سلمى بنعمر، صاحبة دار الأزياء للقفطان المغربيّ، التقتها مجلّة "الجميلة" وكان معها هذا الحوار.
 

ماذا في مجموعتكِ الجديدة؟
مجموعتي الجديدة لرمضان 2018 تحمل أسمى وأجمل معاني الأمومة وتتحدّث عن مدى عمق العلاقة التي تربط الأمّ بابنتها.

 

 

ما مصدر إلهامكِ لابتكار هذه التصاميم؟
تتألّف مجموعة "أنا وأمّي" من 20 قطعة، مستوحاة من الطبيعة، تمتاز بقطع خفيفة تلائم أجواء الموسم. قسمٌ منها "مشغول"، يتداخل فيه التطريز المنوّع، وهو كناية عن قطع أكثر ملاءمةً للمناسبات من سحور وسهرات رمضانيّة؛ فيما تصاميم القسم الآخر أكثر بساطة وميلاً إلى الـ Casual والإطلالات الصباحيّة، وتسمّى "الجلّابة المغربيّة".
من خلال العنوان الذي أطلقته على المجموعة، أردت التعريف بالتصاميم التي خصّصتها للبنات الصغيرات، حتّى يكون لهنّ نصيب من الأناقة في رمضان، وليشاركن أمّهاتهنّ أجمل اللحظات العائليّة واجتماعات الأحبّة والأصدقاء التي تكثر في ليالي الشهر الفضيل.

 

ما هي الألوان التي اعتمدتها في هذه المجموعة؟
بطبيعتي أهوى الألوان الهادئة، ولأنّ رمضان مقبل في فصل الصيف، اخترت الأقمشة الخفيفة وذات الألوان الفاتحة، كالبيج ولوحة الباستيل، من ضمنها البنفسجيّ الفاتح أو "اللافندر"، وتطريزات ورود وأزهار أنيقة وجميلة.
 

صفي لنا مجموعتك في كلمتين؟
الفخامة والبساطة المميّزة.
 

هل هناك فئة معيّنة تتوجّهين إليها في مجموعتكِ الأخيرة؟
لا توجد شخصيّات على وجه التحديد. أودّ أن يكون القفطان المغربيّ في خزانة كلّ امرأة عربيّة تفتخر بتاريخها العربيّ ومتشبّثة بعراقة أصلها، ولكنْ في الوقت نفسه تحبّذ مواكبة الموضة وخطوط الأزياء الجديدة.

 

ما هي المناسبات التي يمكن أن ترتدي فيها المرأة القفطان المغربيّ؟
القفطان المغربيّ يليق بالمناسبات كافّة، وذلك يعتمد على تصميمه. فإذا كان مثقلاً بالتطريز والخرز وذا قماش مترف وألوان صارخة، فهو لبِق أكثر للمناسبات المسائيّة، السهرات وحفلات الزفاف والحنّاء. بالنسبة إليّ، أحبّ أن أمنح القطعة حقّها فيظهر جمالها بتفاصيل القماش، نوعيّته وألوانه، مع إضافتي لبعض التطريز والشكّ الخفيف؛ فأنا أهوى البساطة ولو كان القفطان لمناسبة ضخمة، كزفاف أو غيره. في النهاية، أرى في القفطان المغربيّ قطعة أزياء أكثر من رائعة تلائم جميع المناسبات وصولاً إلى السجّادة الحمراء، وهذا ما ألاحظه وأشاهده في الوقت الحاليّ ويسعدني للغاية.
 
 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

هل ممكن أن نرى سلمى بنعمر تصمّم عباءات أو أزياء من خطّ الخياطة الراقية؟
في الحقيقة، صمّمت عباءة خليجيّة قبل ثلاث سنوات، في مجموعة صغيرة تعاونت فيها مع زميلتي وصديقتي العزيزة جدّاً السيّدة عائشة البديد، وهي مصمّمة قطريّة، لكنْ لا أعتقد بأنّني سوف أتجّه إلى تصميم خاصّ وكلّي للعباءة الخليجيّة، لأنّني لن أوفيها حقّها كما تفعل بقيّة المصمّمات الخليجيّات، اللواتي يبدعن في قسم منهنّ في تصميمها وتطويرها مع الحفاظ على أساسيّاتها. لا أظنّ بأنّني سأكون ملمّة في العباءة الخليجيّة أكثر منهنّ! المصمّمات الخليجيّات يقمن بدور كبير، مهمّ ورائع في هذا المجال، ولا أعتقد بأنّه لديّ أكثر أو أفضل ممّا يقدّمنه.
أفضّل التركيز على القفطان المغربيّ، لأنّه يمثّلني، وهو جزء من هويّتي المغربيّة التي أعتزّ بها، كما أطمح إلى تطويره، وهذا ما بدأت فعله منذ بداية مسيرتي المهنيّة وصولاً إلى مجموعتي الجديدة لرمضان، حيث أقدّم طابعاً جديداً للمجموعة، وهو "القفطان الجاهز"، الذي ينتشر على نطاق واسع في بلاد المغرب. لذلك أردت استحضاره وجلبه إلى المجتمع الخليجيّ والعربيّ مع إضافات خاصّة بالنمط الذي أتّبعه، لأمنح كلّ امرأة الأناقة التي تستحقّها في جميع الأوقات.

 

 

في أيٍّ من شهور السنة يزداد الإقبال على ارتداء القفطان؟
القفطان المغربيّ يحظى بإقبال كبير على مدار السنة وفي كلّ المواسم والمناسبات، لكنْ بنسبة أكبر في شهر رمضان المبارك والأعياد.
 

شهدت الأعوام الماضية تعاوناً ناجحاً بينك وبين عدد من النجمات، أبرزهنّ نسرين طافش وشذى حسون وميساء مغربي. كيف تقيّمين هذه الخطوة في مسيرتك المهنيّة؟
لي الشرف والفخر بالتعاون مع نخبة من الفنّانات العربيات والخليجيات، وهو بمثابة وسام نجاح وخطوة كبيرة لي في عالم القفطان المغربي. إنّه لشعور رائع أن أرى الكثيرات منهنّ يفضّلن ارتداء قفطان سلمى بنعمر، فذلك يعني نجاحي في توفير ما يتماشى مع أذواقهنّ واحتياجاتهنّ من عالم الموضة.
 

مَن من النجمات الأجنبيّات ترغبين في أن ترتدي أحد تصاميمك؟
يشرّفني التعاون مع نجمات عالميّات أمثال ماريا كاري، التي أسمت ابنها موروكو، على اسم بلدي.
 
 

ما هي نصيحتك للمرأة عند اختيار القفطان؟
قبل كلّ شيء أحبّ أن أخبر جميع السيّدات، والمرأة العربيّة خصوصاً، بأنّ القفطان المغربي يليق بهنّ جميعاً، وأنّ القفطان يختلف عن باقي الأزياء النسائيّة بكونه يُفصَّل على حسب المقاس والذوق الشخصي. لذا يُعتبر قطعة أزياء ثمينة لا غنىً عنها في جميع المناسبات. كلّ ما عليك فعله هو أن تحسني الاختيار وأن تنتقي شيئاً يشبهك ويشبه شخصيّتك، وكذلك تصميماً بلون وتفاصيل تليق بك وتميّزك عن غيرك من الفتيات والسيّدات. عليك أن تبحثي دائماً عمّا يبرز جمالك ويجعلك متفرّدة بإطلالة فخمة وراقية وبسيطة في نفس الوقت.

 

إقرئي ايضاً:

روان بن حسين: كوني أنت وليس نسخة عن الأخريات

وردة الصويمل: رحلة من مجال الطب إلى عالم الجمال

المصممة مرمر حليم "المصممون العرب قادرون على تقديم فكر جديد في عالم الموضة"

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات