في الصيام... أيّهما أفضل النوم أم الحركة؟

الصيام ينشّط عمليّة هدم وتدمير الخلايا القديمة... هذا ما يؤكّده خبراء الصحّة، فالصيام إذاً ليس مبرّراً للنوم أكثر من اللازم، بخاصّة وأنّ النشاط والحركة أثناء النهار يزيدان كفاءة عمل الكبد والعضلات، ويحفّزان عمليّة تخلّص الجسم من السموم.  

 

 

اقرئي أيضاً شروط صيام الحامل في رمضان

 

 

فوائد كبرى

يشير الدكتور ماهر اسكندر، استشاري السمنة والنحافة في جامعة القصر العيني، إلى أنّ الصوم ينشّط عمليّة هدم وتدمير الخلايا القديمة (الهرمة والمريضة) في أعضاء الجسم المختلفة، ثمّ يقوم بعمليّة البناء بعد فترة الإفطار. وقد يظنّ كثير من الصائمين أنّ السكون والراحة والنوم أثناء الصيام منفعة وتوفير للطاقة ومحافظة على الصحّة، إلا أنّ ذلك مخالف للحقيقة العلميّة. فللنشاط أثناء الصيام فوائد عظيمة لدى الأشخاص الأصحّاء، لا تتحقّق ولا تكتمل إلا بالحركة التي تؤدّي، في فترة ما بعد الامتصاص الغذائي (فترة الصيام)، إلى أكسدة أنواع معيّنة من الأحماض الأمينيّة، لتستفيد العضلات من الطاقة الناتجة عن هذه الأكسدة. بعدها، يتكوّن حمض أساسي يدخل في تصنيع غلوكوز جديد في الكبد، تزداد نسبته بازدياد الحركة العضليّة. واستهلاك الجهاز العضلي للغلوكوز الجديد في الكبد يؤدّي إلى إفراز الحمض بالألانين، بهدف الحصول على الطاقة، فيتّجه الجسم إلى الدهون (المخزن الدهني)، ليقوم بأكسدة الأحماض الدهنية وتحريك وتحليل وحرق الدهن في الأنسجة الشحمية. وبهذا فإنّ الحركة أثناء الصيام إيجابية وحيويّة، تزيد من كفاءة ونشاط عمل الكبد والعضلات، وتخلّص الجسم من السموم والشحوم. وهذا ما يُعرف بـ"عمليّة الهدم".

إلى جانب ذلك، تثبط الحركة العضليّة صنع البروتينات في الكبد والعضلات (عمليّة البناء)، وهذا بدوره يوفّر الطاقة التي كانت ستُستخدم في تكوين البروتينات.

إذاً فالنوم والكسل والخمول أثناء النهار تعطّل هذه الفوائد وتعطي الجسم إشارات خاطئة تؤدّي إلى استهلاك الطاقات في صناعة البروتينات، بدلاً من إبقائها بشكل قابل للاستعمال السريع ومتاح للصائم للاستفادة منها أثناء صيامه، ويبقى المخزون الدهني كما هو وتتراكم السموم في الجسم.

 

 

اقرئي أيضاً شروط الصيام وفقاً لطبيعة المرض

 

 

الساعة البيولوجية والكسل

من جانبها، تؤكّد الدكتورة إيمان سلطان، استشاريّة الصحّة في جامعة القاهرة، أنّ النوم أثناء النهار والسهر طوال الليل خلال رمضان يؤدّيان إلى اضطراب عمل الساعة البيولوجيّة للحركة والنشاط. هناك هرمونات، مثل الكورتيزون، تكون في أعلى مستوياتها في الفترة الصباحية وينخفض عملها في الليل؛ وأخرى، مثل هرمون الميلاتونين، تساعد على الارتخاء، وتنذر الجسم بأنّ ساعة النوم قد حانت، وهي تكون في أعلى مستوياتها في الفترة المسائية. لذلك، إنّ قلب الليل نهاراً والنهار ليلاً يُعَدّ إضراباً وتعطيلاً لعمل هذه الهرمونات، ما يؤدّي إلى خلل في الجسم وتأثير سلبيّ على ساعته البيولوجيّة.

 

أضف تعليقا