صالونات التجميل الصغيرات.. إيجابية أم سلبية؟

قبل سنوات قليلة، كانت صالونات التجميل المخصصة للأطفال، والتي تعتني حصرياً بجمال الصغيرات تعتبر ظاهرة غريبة عن مجتمعاتنا العربية.. لكنّها أصبحت أمراً عادياً، لا تستهجنه الأمهات اللواتي لا يتركن مناسبة إلا لجأن إليها، بهدف إسعاد بناتهنّ الصغيرات، فيوفرن لهن خدمات صالونات التجميل، من تقليم أظافر، تصفيف شعر، عناية بالبشرة وحتى خدمات massage! حتى أنّ بنات لم تتجاوز سنوات عمرهنّ الخامسة أصبحن يطلبن من ذويهنّ إقامة حفلات أعياد ميلادهنّ في أحد هذه الصالونات، أو في منتجع التجميل الخاص بالأطفال، ودعوة صديقاتهنّ للاستمتاع والاسترخاء في هذه الأمكان الورديّة بألوانها وأثاثها، وبخدماتها التي تجعل الابنة تشعر بالمساواة مع والدتها. ووالملفت أن الطفلة " زبونة" صالونات التجميل للأطفال تدرك تماما أن ما تريده هو تقليم أظافر اليدين والقدمين باللون البنفسجي، ثم قناع من الشوكولا لوجهها الصغير، لكي يعطيها ملمساً ناعماً! وتطلب أيضاً تصفيف شعرها بتسريحة تشبه لعبة "باربي" وتزيينه بالورود، بل إن الفتيات الصغيرات، ما بين 5 و 12 عاماً لا يرغبن بمرافقة والدتهنّ إلى صالونات التجميل الخاصة بالنساء البالغات، لأنهنّ لا يلقين الخدمات نفسها أو العناية الفائقة التي تخصّهن بها الصالونات لاخاصة بهن. ولعلّ أول ما يغري الفتاة الصغيرة للدخول إلى هذه الصالونات هو تسميتها بأسماء شخصياتها الكرتونيّة المفضلة، مثل Hello Kitty، Betty Boop، والأثاث المغري بألوان الوردي والبنفسجي، وخصوصاً الكراسي الخاصة بغسيل الشعر والـ manicure – pedicure التي تحمل أشكال هذه الشخصيات المفضّلة لدى الصغيرات.

وفيما ترفض بعض الأمهات هذه الفكرة تماماً، ويعتبرنها مبالغاً فيها، أو تسهم في إفساد البنات، تعتبر أخريات أنها أمر إيجابي، ويشكّل اهتماماً بالنظافة العامّة، ويساعد في زيادة ثقة الصغيرات بأنفسهنّ. وتقول إحدى المسؤولات في أحد هذه المراكز في الكويت، إن "الإقبال يتزايد، ولائحة المواعيد اليومية ملأئ بأسماء الزبونات الصغيرات"، مشيرةً إلى أن البنات تعجبهنّ فكرة ارتداء الفساتين الزهرية اللون، خلال العناية بهنّ، وأنّ أكثر الخدمات رواجاً هي تدليك القدمين، تقليم الأظافر وتركيب الأظافر الأكريليك الاصطناعية، لمن هنّ في سن العاشرة وما فوق. كما يلاقي قناع الشوكولاته رواجاً كبيراً، لأنه- وفق إحدى البنات اللواتي ينتظرن دورهنّ هناك "سيجعلني أبدو جميلة، كالأميرات".

وبين تأييد البعض لهذه الفكرة ورفضها، الأمر الوحيد المؤكّد هو أن صالونات التجميل الخاصة بالفتيات الصغيرات تجارة مربحة جداً في بلادنا. فهل يسرق حبّ المال وإغراء تشبّه البنات بأمهاتهنّ أو شقيقاتهنّ المراهقات براءة بناتنا وطفولتهنّ؟ أم أنّ في الأمر خوفاً لا مبرّر له؟ ما رأيك؟

أضف تعليقا