من يتوقع صيحات الموضة للمواسم القادمة؟

تتبدّل الموضة وتتجدّد كلّ عام، ومع ذلك نجد أنّ هناك اتّجاهات مشتركة تبرز بين أكثر من مصمّم وكأنّ الجميع على اتّفاق مسبق.

هذا الأمر لا يتمّ اعتباطيّاً، فهناك شركات كبرى تتولّى عمليّة توقّع اتّجاهات الموضة فيما يُعرف عالميّاً باسم Fashion Forecasting. وهذه الشركات تدلّ المصمّمين على الاتّجاهات التي ستجد نجاحاً كبيراً، فتساعدهم بذلك على وضع خطط منهجيّة تسهم في بيع منتجاتهم وانتشارها.

مَن يتولّى عمليّة التوقّع في الموضة يتكهّن عادةً بالألوان والأقمشة والخامات والمواد والطبعات، وحتّى مستحضرات التجميل والأحذية، الرائجة سنويّاً وموسميّاً.

ولا تنحصر هذه التوقّعات في مجالٍ واحد، بل تطال الخياطة الراقية والملابس الجاهزة، الفاخرة منها والصناعيّة، وما ستعرضه المحلّات التجاريّة وسيتمّ إنتاجه على نطاقٍ واسع.

واليوم، يُعتبر التوقّع في الموضة صناعةً مزدهرة، تصل عائداتها إلى 36 مليار جنيهاً استرلينيّاً في السنة.

 

التوقّع في الموضة جزءان

- التوقّع الطويل الأمد: هو عمليّة تحليل وتقييم لاتّجاهات الموضة التي يتمّ التوصّل إليها عن طريق رصد مصادر مختلفة من المعلومات. والاتّجاهات التي يتمّ توقّعها من خلال هذه الطريقة هي صيحاتٌ ستستمرّ لسنتين على الأقلّ. أمّا عمليّة الرصد، فتحتاج إلى دراية كاملة بالتوزيع السكّاني في بعض المناطق المدنيّة أو الضواحي، وكذلك تأثير التغييرات السياّسية والاقتصاديّة والبيئيّة والثقافيّة على المستهلك؛ من دون إغفال دور الاكتشافات العلميّة والتطوّرات التقنيّة.

- التوقّع القصير الأمد: يركّز على الأحداث الحاليّة، سواء محلّيّاً أو عالميّاً، بالإضافة إلى ثقافة البوب، من أجل أن يخلص إلى الاتّجاهات المحتملة التي يمكن إيصالها للمستهلك عبر باليت الألوان الموسميّة والأقمشة والقصّات. هذا النوع من التوقّعات يضفي نكهةً عصريّة على الإطلالات الكلاسيكيّة.

 

أبزر متوقّعي الموضة

هناك الكثير من الشركات والأشخاص المتوقّعين في الموضة، إلا أنّ أكثر اسمٍ يبرز بين كلّ هؤلاء هو اسم ليدويج إدلكورت Lidewij Edelkoort، المتوقِّعة الهولنديّة التي يعرفها عالم الموضة باسم لي Li.

بدأت لي حياتها المهنيّة كمنسّقة أزياء في أحد متاجر الأزياء في أمستردام، وبعد الانتهاء من دراستها في ArtEZ، انتقلت عام 1975 إلى فرنسا، حيث أنشأت مكتب الاستشارات Trend Union، الذي يقدّم خدمة توقّع اتّجاهات الموضة. ثمّ أسّست مكتب استشارات هو استوديو إدلكورت Studio Edelkoort، وفتحت مكتبين، في مدينة نيويورك، Edelkoort Inc، وطوكيو Edelkoort East.
تساعد لي العلامات التجاريّة العالميّة على تشكيل منتجاتها وتقدّم لها النصائح حول هويّة المنتج واستراتيجيّة التنمية. وكانت من بين زبائنها شركة كوكا كولا Coca Cola ونيسان Nissan. أمّا في مجال صناعة الجمال، فقد ساهم استوديو إدلكورت على تطوير منتجات تجميل شركات مثل إستيه لودر Estée Lauder ولانكوم Lancôme ولوريال L’Oréal وأيضاً شيسيدو Shiseido وغوتشي Gucci.

تشبّه لي عملها بعلم الآثار، ولكنْ بدل أن تستكشف معلوماتٍ عن الماضي، تحفر في المستقبل؛ وعندما يتكوّن لديها ما يكفي من معلومات، تربطها مع بعضها البعض وتولّد موضةً جديدة.

ولا تغفل لي أهمّيّة نصف الكرة الجنوبي، كذلك منطقة الخليج وجنوب آسيا. وعندما تسافر إلى دولٍ مثل البرازيل وجنوب أفريقيا وأستراليا والهند، تستشعر بإمكاناتها الضخمة.

 

 

من أبرز توقّعات لي إدلكورت

 

إذا رغبت في معرفة ما الذي توقّعته لي لموضة خريف وشتاء 2016-2017، إليك بعضاً من توقّعاتها:
1. عودة اللون البنّي:

لأوّل مرّة منذ عشرين عاماً، سيعود اللون البنّي، وسنرى الكثير من الدرجات البنّيّة إلى جانب الرمادي.

 

2. النقشة المربّعة:

أحد اتّجاهات فصل الشتاء المقبل يتعلّق بالنقشة المربّعة التقليديّة، التي ستظهر خصوصاً في سترات التويد والتنانير المطبّعة.

 

3. الأحزمة:

ستحتلّ الأحزمة مركز الصدارة في أكسسوارات الموسم المقبل، وستدرّ صناعتها الكثير من الربح.


4. عودة الياقات البيضاء:

ستعود الياقات البيضاء، وستكون ضخمة ومحدّدة الأشكال.


5. حقائب الظهر:

ستظلّ هذه الحقائب تحتلّ مكانةً كبيرة في عالم الموضة النسائيّة، شاملةً مختلف الأعمار.


6. تأثير البطّانيّات:

يبدو أنّنا سنرى الكثير من التصاميم المستوحاة من البطّانيّات أو اللحف.


7. انتشار أسلوب الطبقات:

سنشهد الكثير من الطبقات والمزج بين عدّة أنواع من الملابس في إطلالةٍ واحدة، كأنْ نرى تنّورة فوق بنطلون، إلخ.


8. ظهور الألوان المطفأة:

يبدو أنّ هذه الألوان ستنتشر بقوّة، بالإضافة إلى المرجاني الأحمر، الذي سيرافق الرمادي.

أضف تعليقا
المزيد من عمل وتطوير