زفاف العمر من تصميم طوني بريس

نظرات مترفة تنسج حدث الزفاف كخيوط حلم من الواقع، ليتحوّل معها المكان إلى لوحة فنّية تأسر بنغمات ألوانها المرهفة ومعالمها المغزولة بفخامة، فيحلو معها الولوج في ثناياها المغلّفة بعبير الزهور الأثيريّ والمتلألئة بومضات الكريستال الرومانسيّة... من قلب عاصمة الأناقة والجمال، باريس، رسم طوني بريس خطّه الإبداعي في صناعة الفعاليّات والأعراس، مشوار تكلّله الأضواء وفلسفة فريدة في صنع الحدث، يطلعنا عليهما في هذا الحوار.

 

 

أنتَ "صانع" أعراس وفعاليّات Wedding and Event Maker. ما هو الفرق بين "صنع الحدث" و"تنظيمه"؟

الزفاف تقليد موجود منذ القدم، له عادات وقواعد ثابتة، لذا الفرق بين عرس وآخر لا يكون في مجرّد تنظيم طاولات وكراسٍ وزفّة. فصناعة الحدث هي عمليّة كاملة متكاملة في إخراج وابتكار جوّ الحدث، بمعنىً آخر صنع الاختلاف في مفهوم الديكور ووسائل الاستجمام، والتوصّل إلى صوغ تجربة فريدة يختبرها كلّ ضيف، كأنْ تنقله من العالم الخارجيّ اليوميّ، فيظنّ، لبرهة، أنّ الحدث يدور من حوله وحده.

 

 

 

البدايات كانت من قلب "مدينة الضوء"، باريس. كيف تطوّر إسم "طوني بريس"؟

بدأ مشواري في عمر الـ17، حين انتقلت إلى باريس، حيث تخصّصت في مجالَي تسويق العلامات التجاريّة الفاخرة وإدارة الفنادق. وكانت بداياتي كفنّان مستقلّ في السينوغرافيا، والهدف منها خلق نوع من التأثير المبهر. وقد تعاملتُ مع علامات تجاريّة فاخرة كـ"ديور" Dior، "شانيل" Chanel و"مرسيدس" Mercedes. أذكر، على سبيل المثال، ديكور الجليد لسيّارة "بينتليه" Bentley في مشهديّة توحي بأنّ السيّارة تطوف فوق الماء. بعدها، انتقلت إلى صناعة الحدث، قبل أن أتوجّه إلى مجال الأعراس من ضمن الفعاليّات الأخرى. وهكذا أسّست شركة "طوني بريس" في باريس، ثمّ وسّعت نطاق عملي وافتتحت فرع "ليفيل طوني بريس" Level Toni Breiss في لبنان، وأخيراً في الرياض.

 

      

ما الفرق في صناعة الأعراس بين لبنان وفرنسا؟

نتحدّث هنا عن الأعراس الفاخرة. يتميّز العرس الفرنسي بالروح الأوروبيّة، أي التفاصيل الاستثنائيّة التي تفوح منها نفحة الرهافة، في حين يزخر العرس اللبناني، والعربي بالإجمال، بالتفاصيل الغنيّة المغلّفة بهالة الفخامة.

 

 

ما هي اللحظة (أو الحدث) التي شعرت فيها بأنّ مشوارك المهنيّ قد أضحت له هويّته الخاصّة؟ ومن أين تستوحي لتبتكر "هندستك"؟

ليس هنالك من لحظة أو حدث معيّنين، إنه أسلوب حياة. أستوحي من أسفاري، من الفنادق التي أزور، من وجوه السينما وعالم الموضة حيث تستهويني الأناقة المرهفة، غير التقليديّة، لدى "فالينتيو" Valentino و"إيلي صعب" Elie Saab. عوالم ومعالم أتذوّق منها كلّ لحن يطرق باب مخيّلتي.

 

 

ما هي البصمة التي تطبع أسلوبك؟

الكلاسيكيّة العصريّة.

 

 

إذا كنتَ لتصمّم عرس أحلامك، كيف تتخيّله؟

كلّ عرس أصمّمه هو حلم آخر من أحلامي، أضع فيه لمسة طوني بريس بشغف وعناية، وحرص على أدقّ التفاصيل. حلم مصمَّم كلّ مرّة خصّيصاً لصاحبه، يحاكي هويّته وأهواءه، ونافذة على أفق جديد من الابتكار والإبداع في مشواري المهنيّ.

 

 

أنتَ تصنع أعراساً في "كان" منذ ما يقارب الخمس سنوات، إلى جانب فعاليّات مهرجان "كان" السينمائيّ. حدّثنا عن التحدّيات التي تواجهها في ظلّ تنوّع هذه الفعاليّات، والتي تمتدّ لأيّام متعدّدة.

أواجه والفريق تحدّيات جمّة، تكمن في الضغط الجسدي والمعنويّ، للإبقاء على نفس مستوى الدقّة في الأداء ضمن الاختلاف بين حدث وآخر. والتحدّي الأبرز يكون في المحافظة على نفس حماس الفريق من جهة، والحرص على إرضاء كلّ الزبائن من جهة أخرى.

 

 

 

ما هي موضة أو إتّجاهات الأعراس لهذا الموسم؟ وكيف تقاربها بفلسفتك الشخصيّة؟

نحن لا نتّبع موضة أعراس، إنّما نصنعها، حيث لكلّ حدث صِيَغ إبداعيّة تحاكي فلسفتنا.

 

 

أضف تعليقا