نصائح صحيّة لسفر آمن قبل العيد

ما زالت وسيلة الطيران أكثر وسائل السفر التي تبعث على الراحة. لكن، وبالرغم من أنّ الإحصاءات تدلّ إلى أنّها أسلم وسيلة نقل، ما زال يواجه ملايين المسافرين بعض القلق حتى من مجرّد التفكير في الطيران، فما هو السرّ وراء هذا التفكير السلبي؟

 

من يركب الطائرة ما زال يخشى تعرّضه لغزو الجراثيم، فالطائرة تحتوي على خليط حقيقي من الركاّب، بعضهم يتمتّع بصحّة جيّدة،  والبعض الآخر يعاني من الأمراض المتعدّدة.

قد يكون من سوء حظّك أن تجلسي على مقعد مجاور لبعض الأشخاص المرضى، وبهذا ربّما تتعرّضين بالفعل للعدوى والإصابة بأخطر الأمراض، لكن ما هو مبرّر هذا الخوف؟ وأليس من الواجب تعقيم هواء الطائرة؟  قبل أن تحزموا أمتعتكم للسفر في إجازة عيد الأضحى اتّبعو الارشادات التالية لسفر آمن 

 

اقرئي أيضاً نصائح للتمتّع بصحة جيّدة

 

تنقية الهواء
بالرغم من تكدّس الركاّب يوميّاً على متن الطائرات، أظهرت الأبحاث أنّ خطر انتقال الأمراض المعدية على متن الطائرة منخفض جدّاً، وعلى الأرجح يتركّز خطر انتقال الهواء بدرجة أكبر في صالة المغادرة بالمطار، فهناك لا يتمّ تنقية الهواء بدقّة، كما يحدث داخل الطائرة.

كما أظهرت الدراسات أنّ هناك تحكّماً بعناية في نوعيّة الهواء الموجود بكابينة الطائرة، حيث تقوم معظم الطائرات الحديثة بإعادة تنقية 50% من الهواء الموجود فيها، مع الإبقاء على الـ 50% الأخرى كهواء متجدّد من خارجها.

اليوم، ولتوفير الوقود وتقليل عبء عمل المحرّك، يتمّ استخدام كميّة أقلّ من الهواء المنقّى، وبدلاً من ذلك يتمّ إعادة تنقية نصف الهواء الموجود بمقصورة الطائرة، من خلال منقيّات ذات كفاءة عالية والجسيمات الجويّة، مثل تلك التي تستخدم في المستشفيات للتخلّص من جزيئات الغبار والبكتيريا والفطريّات والفيروسات المختلفة.

لسوء الحظ لا تتمتّع أجهزة التنقية أو الفلاتر بقوة مثاليّة وكاملة في عملها (ما زال هناك 63 % من الهواء المتبادل بين الناس داخل الطائرة من مسبّبات الأمراض المحمولة جوّاً) كما أنّ استخدامها ليس إلزاميّاً.

رغم أنّ عمليّة تبديل الهواء داخل الطائرة تتمّ بنظام معيّن من 20 إلى 30 مرّة في الساعة، لا يزال هناك خطر، وإن كان طفيفاً، من انتقال الأمراض المحمولة جوّاً. لكن من هم الأشخاص الأكثر عرضةً للعدوى؟ وما هي الآفات التى تعرّضهم لخطر العدوى؟

 

خطر انتقال العدوى

تقول الدكتورة فاطمة المنياوي، أستاذة الفيروسات في جامعة 6 اكتوبر: "بشكل عام يعتمد تعرّضك لخطر انتقال الأمراض المحمولة جوّاً على مدى جلوسك بالقرب من شخص مصاب، فمن المعروف أنّه يجب أن يكون هناك مسافة تقدّر بصفّين على الأقلّ بينك وبين غيرك خلال رحلة تستغرق مدّتها ثماني ساعات، والبعد بين المريض وبقيّة الركّاب، حتى سبعة صفوف، يبقيهم أيضاً في خطر".

وبينما تُعتبر زيادة التهوئة مساعداً على تقليل خطر العدوى بين المسافرين الجالسين بالقرب من بعضهم، لكن المشكلة الأكثر خطورةً هى أنّ انتقال العدوى لا يحدث بالضرورة عن طريق الهواء، إنما من التعامل المباشر بين الركّاب.

الأمراض مثل الأنفلونزا، على سبيل المثال، يمكن أن تنتقل إذا قام المريض بالعطس أو السعال مباشرة بالقرب منك، أو عند لمس سطح مصاب وبعدها لمس منفذ بالجسم، مثل الفم أو العينين، لذلك يُعتبر غسل اليدين وتجنّب لمس الوجه ضرورةً للمزيد من الوقاية من الأمراض، هذا بالإضافة إلى استخدام منقيّات الهواء المناسبة.

 

السبب الرئيس لانتقال العدوى
تقول الدكتورة فاطمة، عندما يقوم شخص ما من الركّاب بالسعال أو العطس، يتشر حوالي 20,000 إلى 30,000 من الجزيئات على مسافة ثلاث أقدام، وتتركّز فوق الأسطح المجاورة، ويمكن لهذه الكائنات الدقيقة البقاء في الهواء مباشرةً لفترة تبدأ من عدّة دقائق وتستمرّ حتى 24 ساعة، فإذا كنت تبعد عن ذلك الشخص بمسافة تزيد عن 6 أقدام، فلا داعي لأن تقلق، لأنّ هذه الجزيئات لا تبتعد كثيراً.
وتنفي دكتور فاطمة المعتقد الخاطئ لدى كثير من المسافرين أنّ الهواء داخل مقصورة الطائرة، الذي دخل معهم من بابها، هو الهواء الواجب عليهم تنفّسه حتى نهاية الرحلة، وهذا غير صحيح، حيث يلقى باللوم على انخفاض نسبة الرطوبة داخل الطائرة، مما يسبّب نتائج سيّئة، فتكون نسبة الرطوبة العامة على متن طائرة من الألومنيوم منخفضة حوالي 6 %، مما يسبّب الجفاف للركاب في الرحلات الطويلة إذا لم يشربوا الماء بانتظام خلالها.

وهكذا يمكن أن يشعر الركّاب باختلاف بين حالتهم في اللحظة التي ركبوا خلالها الطائرة، وبعد مرور بعض من الوقت على متنها.

 

اقرئي أيضاً الأظافر مرآة الصحة

 

لتجنّب مخاطر الإصابة فى الطائرة، عليك اتّباع ما يلي:

1- تنفّسي بسهولة:
عند ركوبك الطائرة عليك التنفّس بسهولة، لأنّ الحدّ الأدنى لتدفّق الهواء بين صفوف المقاعد يتمّ تحديثه بشكل أكثر مما يحدث داخل مكاتب العمل.

2- احترسي مما تلمسه يداك:
ينصح خبراء الصحّة المسافرين بأنّه ينبغي عليهم بذل الجهد لتجنّب لمس بعض الأشياء التي تسبّب انتقال الجراثيم والأمراض المعدية، ومن هذه الأشياء:

- المقاعد.

- الطاولات.

- أواني التقديم.

- ظهر المقعد.

- مقاعد المراحيض.

- الصابون.

3- انتقلي من مكانك:
تجنّبي الجلوس بجانب شخص مريض يقوم بالعطس أو السعال، إذا كانت هناك فرصة لذلك أو مقعد مفتوح. وإن لم تستطيعي تغيير المقعد، حاولي تركيز منفذ هواء التكييف فوق مقعدك للحصول على تدفّق متوسّط من الهواء كي يزجّ الهواء بتلك الجراثيم بعيداً عنك.

4- حثّ الركاب على الترطيب:
يجب حثّ الركاب، منذ بداية الرحلة، على الحفاظ على نسبة الترطيب بالجسم، لأنّ الممرّات الأنفيّة والعيون والأغشية المخاطيّة في الفم والشفاه، تحتوي على إنزيمات مقاومة للبكتيريا، ولا تعمل هذه الإنزيمات بشكل جيّد إذا تعرّض الجسم للجفاف، لذلك يقترح الخبراء شرب 8 أونسات  من المياه على الأقلّ كلّ ساعتين.

أضف تعليقا