أسباب عدم خصوبة المرأة وعلاجها

تبلغ خصوبة المرأة ذروتها ما بين 20-24 عاماً وتبقى معدّلات الخصوبة ثابتة نسبياً خلال أوائل الثلاثينات، ولكن بعد منتصف الثلاثينات تبدأ النسبة بالتراجع، وفي ظروف مشروطة. فأي امرأة لم تمر بسن انتهاء الطمث، ولا تعاني من مشاكل تناسليّة أخرى، يمكن أن تصبح حاملاً. وينجح الحمل عند النساء حتى سن  59 عاماً.

 

 

يشير الدكتور محمد سمور، استشاري الصحة الجنسية وأمراض النساء بجامعة القاهرة،ومن أكثر المسبّبات لعدم الخصوبة عند النساء، تكيّسات المبايض الناتجة عن بويضة لم تنفجر في موعدها المحدّد من الشهر مما يؤدي إلى تكوّن تلك التكيّسات. فينتج عن ذلك اضّطرابات في الدورة الشهرية وبالتالي تأخّر في الحمل. ومن المسبّبات أيضاً حالات أخرى مثل وجود انسداد بالأنابيب أو حدوث التصاقات بها، الإخفاق في تحقيق الإباضة، مع عدم وجود توازن في عمل غدد الجسم أو وجود الالتهابات الشديدة بعنق الرحم.

 

اقرئي أيضاً خصوبة الزوجان يحدّدها أسلوب حياتهما

 

 

علاج أكيد

أما الدكتور محمد علي ابراهيم، استشاري أمراض النساء بجامعة عين شمس، فيقول: "إن علاج أهم نوعين من أنواع ضعف الخصوبة عند المرأة وأكثرهما شيوعاً في عيادتنا اليومية، هما ضعف الخصوبة الناجم عن انعدام التبويض وضعف الخصوبة الناجم عن انسداد المسالك التناسليّة العليا، أي انسداد الأنابيب الذي يشكّل حوالي 90% من الحالات".

وعلاج ضعف الخصوبة الناجم عن انقطاع التبويض، يكون بواسطة الأدوية المركّبة من الهورمونات الأنثوية. وهدف العلاج، بشكل أساسي، حثّ المبيض على إنتاج وإفراز بويضات صالحة للتلقيح. أما نوع العلاج فيختلف باختلاف الأمراض المسبّبة لانقطاع التبويض . فإذا كان انقطاع الإباضة ناجماً عن نضوج ونمو غير كافيين في الرحم والأنابيب لأسباب تكوينيّة وخلقيّة، تعطى المرأة كميّات وافرة من هورمون الإستروجين لعدة أشهر أو أكثر.

في حالة عدم الكفاية في إفراز المبيض، بسبب العجز على أثر التهابات أو صدمات نفسيّة وكبت شديد، يكون العلاج بواسطة هورمونات "الإستروجين" و"البروجيسترون" بالتناوب من أجل تحقيق "دورة شهريّة اصطناعيّة"، لمساعدة المبيض على الخلاص من عجزه.

أما إذا كان نمو الأعضاء التناسليّة طبيعيّاً، وكذلك حجم الرحم، وقد دلّت الفحوص الهورمونية إلى أن ضعف الخصوبة عند المرأة ليس ناشئاً عن برودة جنسيّة ونقص في النضوج، بل عن كسل في إفراز الغدد، ومن بينها المبيض، فتستخدم في هذه الحالة، مواد هورمونيّة يكون تأثيرها غير مباشر على المبيض، من أجل إعادة التوازن الهورموني إلى طبيعته، وحثّ المبيض على إفراز البويضات الصالحة، وهذا أمر معقّد للغاية.

وأكد دكتور محمد علي ابراهيم على أنه "قد كانت هذه المهمة، في الماضي القريب، شبه مستحيلة، ولكن بإمكاني أن أبشّر النساء اللواتي يعانين من ضعف الخصوبة بسبب ضعف الإباضة أو انعدامها، بأنه أصبح في متناولنا اليوم أدوية هورمونيّة حديثة وفعالة جداً، بإمكانها حث المبيض على إنتاج بويضات صالحة للتلقيح. وباستطاعتي القول أن نسبة نجاح هذه المعالجة هي أكثر من 70 %، إلا أن ما قد ينتج في بعض الأحيان هو حصول حمل توأمي أو ثلاثي أو رباعي... كما أن هناك إمكانيّة تكوّن كيس مبيضي، إذا لم تراع بدقة جرعات الدواء .

 

 

اقرئي أيضاً طرق لزيادة الخصوبة ... بزيوت عطريّة

 

 

انسداد الأنابيب الرحميّة

إلى ذلك، أظهرت الإحصاءات أنّ حوالي 50 ـ 60 % من النساء اللواتي يعالجن من العقم يشكين من انسداد في الأنابيب الرحميّة سببه الالتهابات المزمنة على اختلاف مصادرها، وهو يكلّف الإنسانية جهوداً مادية باهظة .

ويشير الدكتور أشرف سليمان، استشاري الصحة الجنسية بجامعة القاهرة، أنّ العقم الناجم عن الالتهابات وانسداد الأنابيب الرحميّة، والذي يشكل انسداد النفيرين ـ أو الأنبوبين ـ أحد أهم أسباب العقم عند المرأة، وهو المرض الأكثر شيوعا بين النساء المصابات بالعقم. وقد دلّت الأمراض الشائعة والمنتشرة، كالأمراض الزهرية على أنواعها، والسل وأمراض الحمى الباطنية والتهابات الزائدة الدودية، وأمراض العدوى الانتقالية في سن الطفولة، كل هذه الأمراض إذا لم تعالج معالجة صحيّة وفعّالة، تجتاح جرثومتها غشاء النفيرين الداخلي، الرقيق للغاية، فتجعله يلتهب ويتضخّم ويعقب هذا التضخم آلام شديدة وحمى في الجسد.

بعد ذلك تتشكّل في النفيرين التصاقات وجيوب من السائل الدموي أو القيح الذي يسبّب بمرور الزمن ندوباً تضيّق الأغشية وتشوّه بشرتها وتزيل الأهداب الناعمة التي تغطي باطن النفيرين والتي من شأنها مساعدة البويضة على عبور النفيرين والجسر المعلّق بين الرحم والمبيض، الذي كان مركز التقاء البويضة بالحيوان المنوي، وقد غدا مجرد عضلة هزيلة يستحيل دخول البويضة والمني إليها لأن لا ثقب فيها ولا ممر، وبذلك تصبح المرأة المصابة عاقراً.

أضف تعليقا