لمحة تاريخية عن موضة البابوج المغربي

للبابوج تاريخ يمتدّ لآلاف السنين ويحكي قصّة تطوّر "النعال" Slippers بصفة عامّة، والبابوج Babouche المغربي على وجه الخصوص... بدايةً من رسومات الكهوف الإسبانيّة، مروراً بصناعة لا زالت قائمة في المغرب، وصولاً إلى منصّات عروض الأزياء الجاهزة لموسم ربيع وصيف 2018، إليك القصّة الكاملة لهذا الأكسسوار الأنيق والمريح.


لمحة تاريخيّة
Historical Timeline

تمّ تسجيل كلمة "شبشب" لأوّل مرّة باللغة الإنجليزية عام 1478، ولكنْ يبدو أنّ "النعال" Slippers كانت موجودة قبل ذلك التاريخ، حيث أظهرت رسومات الكهوف الإسبانية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 15 ألف سنة أفراداً يرتدون أحذية أشبه بالنعال أو الشبشب مصنوعة من جلد وفرو الحيوانات. وهذا يؤكّد أنّ فكرة النعال كانت موجودة منذ فترة أطول ممّا نتخيّل. وعلى الرغم من أنّ اختراع النعال الأوّل لا يزال غير واضح التاريخ، إلّا أنّ بعض الأبحاث تشير إلى أنّ أوّل من اخترعته بالصدفة هي فلورنس ميلتون Florence Melton في أربعينيّات القرن الماضي. فبينما كانت تبحث عن مواد جديدة لتطوير الخوذ التي يعتمرها رجال الحرب العالمية الثانية، اكتشفت مادّة مثاليّة لتصميم النعال تميّزت بنعومتها وإمكانيّة غسلها بسهولة، ما جعلها موديلاً مثاليّاً للجنود. وقد أدّى اكتشاف ميلتون إلى اختراع أوّل "شبشب" مصنوع من مادة الـ Foam القابلة للغسل، ومنها انطلاق العلامة التجارية Dearfoams، المتداولة عالمياً إلى الآن.
على الرغم من أنّ الاكتشاف الرسمي لفكرة Slippers تعود إلى اختراع ميلتون، إلّا أنّ أوّل ذِكر فعليّ مسجّل في التاريخ يعود إلى القرن الثاني عشر تحديداً في فيتنام. وفي ذلك الوقت، لم يكن الهدف من انتعال النعال الإطلالة المريحة والبسيطة كما اليوم، فقد كان يستعملها الخدم من الإناث مع لباس فضفاض، حيث كان هذا اللباس مع النعل الناعم وسيلة لمنعهنّ من الهروب بسهولة على الأراضي الصخريّة.

 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

بداية ظهور البابوج المغربي
The Maghrebi Babouche

بعد عدّة قرون على استخدامه في فيتنام، تمّ تطوير النعال في الشرق الأوسط لسبب أقلّ شرّاً، حيث ظهر البابوج المغربي المستوحى من الصندل المفتوح من الخلف مع مقدّمة مدبّبة طويلة. وقد كان يمتاز بالنعومة الفائقة، ما كان يوفّر الراحة لمرتديه من الطبقة الراقية من الملوك والحاشية الفرنسية في القرن السابع عشر. وقد كان هؤلاء يولون اهتماماً بالغاً لنمط حياتهم ومظهرهم، الأمر الذي دفعهم إلى اعتماد هذا الستايل للشعور بالراحة. تعود نعومة تصميم البابوج المغربي إلى الطريقة المتّبعة في تصنيعه، حيث يتمّ تنظيفه وتجفيفه مراراً وتكراراً بهدف الحصول على مستوىً عالٍ من النعومة. وقد كانت الجلود قديماً تُجلب من مدابغ مدينة بوجلود في فاس.
من جهة أخرى، تمّ إطلاق إسم Belgha على البابوج، وقد كان يُصنع بأنماط وطبعات وأشكال تختلف من مدينة إلى أخرى، فيما كان يتمّ حبكه من جلود الماعز والأغنام. كان وقتها البيلغا من الأحذية اليوميّة التي لا يستغني عنها المغاربة، أمّا اليوم، فقد أصبح جيل الشباب يبحث عن البابوج الذي تطلقه العلامات العالميّة، الذي بات منافساً قويّاً للبابوج التقليدي، وطبعاً أوسع انتشاراً وتداولاً. ومع ذلك، يبقى البابوج واحداً من الأكسسوارات التي لا يستغني عنها المغاربة في حفلات الزفاف والأعياد الدينية، فهو زيّ إسلامي يُنتعل مع الجلّابة Djellaba.

 

إقرئي ايضاً:

تاريخ استخدام الريش في الموضة

موجة الريترو الحديث... تصاميم تاريخية خلابة

تاريخ مجموعات الكروز وقصة رواجها

أضف تعليقا
المزيد من أكسسوارات