منسقة الأزهار ريا الثنيان: الوردة الحمراء لا تعبر عن الحب

يعتمد فنّ تنسيق الأزهار على ذوق صانعها، حيث تنعكس جماليّاتنا الداخليّة على ما حولنا، فنبتدع مظهراً جميلاً يعبق بالروائح العطرة. هذا ما تفعله منسّقة الأزهار ريّا الثنيان على وجه الدقّة، حيث تبتكر بأناملها من الالأزهار حكاياتٍ وقصصاً تستثير حواسّنا، لتبقي في الذاكرة أجمل المحطّات والمناسبات. كان لـ "الجميلة" معها هذا الحوار الشيّق.

 

من هي ريّا الثنيان؟
لقد تخرّجت من الجامعة في قسم المحاسبة وعملت في القطاع المصرفيّ لمدّة سبع سنوات، وبعدها استقلت وبدأت مشروعي.

 

كيف دخلتِ عالم تنسيق الأزهار؟
أصابني الملل من عملي في المصرف، فاستقلت وقرّرت بدء العمل في مجال تنسيق الأزهار. وكانت بدايتي من حفلة خطوبة ابنة أختي، فقد عرضتُ عليها أن أتكفّل بباقات الورود الخاصّة بهذه الحفلة. ومن حظّي كانت الحفلة صغيرة جدّاً، لأنّها أولى تجاربي.

 

 

لماذا أسميتِ علامتك التجاريّة "سرايا"؟
جمعتُ بين اسمي واسم ابنتي سارة، فكانت تسمية "سرايا"، التي تعني باللغة التركيّة "القصر".

 

ما هي أهمّ محطّات رحلتك العمليّة؟
قراري بالاستقالة من عملي وتغيير مجال عملي شكّلا أهمّ محطّة لانتقالي من عالم الأرقام إلى عالم الجمال والألوان. عندما أعود إلى الوراء، أستغرب كثيراً من أين أتتني شجاعتي وثقتي بأنني أستطيع أن أعمل في المجال الذي أحبّه، مع أنّي لم أكن أملك في ذلك الوقت أيّ دعم يجعلني على ثقة ممّا أفعله.

 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

لماذا وقع اختيارك على مجال تنسيق الأزهار؟
لأنّني أحبّ الزهور كثيراً، وكنت أستغلّ أيّ مناسبة خاصّة وأذهب إلى محلّ الزهور، وأستمتع في اختيار المزهريّة؛ وكنت أدخل الثلّاجة وأختار الأزهار بنفسي، وحتّى كنت أتدخّل في تنسيق الباقة، وكنت أشعر دوماً بأنّني سأضيف شيئاً إلى هذا المجال.

 

هل يناسب هذا المجال المرأة في السعوديّة؟
هو مجال خصب جداً لعمل المرأة السعودية، لأنّه يمسّ طبيعة المرأة وجمالها وأناقتها وترتيبها واهتمامها ببيتها. لذا من الممكن أن تضيف المرأة إلى هذه المهنة الكثير من التطويرات.

 

 

ما هي نصيحتك لاختيار الأزهار والمحافظة عليها؟
التركيز قدر الإمكان على الأزهار ذات الرائحة الجميلة، لأنّ هناك أزهاراً تمتلك روائح غير محبّبة. وأن تكون ألوانها متناسقة مع بعضها البعض. وللمحافظة عليها، يجب تجديد الماء كلّ يوم، وقصّ أطرافها كلّ يومين، ووضع غذاء منشّط للورود في الماء، وأن تكون الباقة في جوّ من معتدل إلى بارد.

 

هل تؤمنين بأنّ الوردة الحمراء تعبّر عن الحبّ؟
ليس فعلاً، فكوننا نهدي الشريك وردة حمراء يدلّ على اهتمامنا به، والاهتمام هو الذي يعبّر عن الحبّ وليست الورود الحمراء.

 

ما هي أكثر زهرة تحبّينها؟ ولماذا؟
ليست هناك زهرة خاصّة أحبّها، فكلّ الأزهار جميلة، ولكن أستطيع القول أنّه لديّ قائمة طويلة من المفضّلات، فعلى سبيل المثال: أحبّ زهرة البيونيا، فرائحتها جدّ جميلة والمميّز فيها أنّها تزهر في شهور معيّنة من السنة، وهي حسّاسة وكبيرة. التوليب أيضاً يُعَدّ راقياً وناعماً، وكذلك الفلّ والغاردينيا والكازابلانكا والبيبي روز. (تضحك) والقائمة تطول...

 

ما هي الدورات التدريبيّة التي خضعت لها؟
لم أخضع لدورات تدريبية، فقد اعتمدت على ذوقي وقراءة الكثير من الكتب المتعلّقة بالأزهار، ومشاهدة اليوتيوب والبحث على شبكة الإنترنيت. وفي الحقيقة كنت أفضّل متابعة دورات، ولكن عندما بدأت، لم تكن هناك دورات خاصّة في هذا المجال في السعودية، وكان من الصعب عليّ أن أسافر لأدرس هذا المجال بسبب ظروفي.

 

هل تعطين دورات تدريبيّة؟
يُطلب منّي كثيراً أن أقوم بدورات، ولكنْ لسببين لا أقوم بذلك: الأوّل عدم توفّر وقت كافٍ لديّ، والثاني لأنّني لم أتعلّم هذه المهنة أكاديمياً، بل علّمتُ نفسي بنفسي، وكلّ ما أقوم به هو نتيجة اجتهادات وتجارب شخصيّة.

 

كيف ترين الإقبال على العمل في هذه المهنة في السعوديّة؟
الإقبال عليها كبير جدّاً، لكنّها متعبة وصعبة، فكثيرون يبدؤون بها ثم يعرضون عنها، ومن أهمّ صعوباتها التواصل مع العميل ومعرفة ذوقه ونفسيّته وفهم تخيّله لما يريد.

 

ما هو أهمّ ما اكتشفته في رحلتك حتّى الآن؟
أنّ ما من أمر مستحيل. فمهمٌّ جداً أن يثق الإنسان بنفسه في بادئ الأمر، ومن ثمّ ألا يفكّر بالصعوبات بل بما يريد أن يفعله وبالهدف الذي يطمح إليه. واكتشفت أيضاً أنّه علينا ألا نستمع إلى الأصوات السلبية، إنّما البحث عن الإيجابية، وألا ننتظر من أيّ انسان أن يقول لنا شكراً، وأخيراً الإصرار أمر ضروري لنجاح أيّ مشروع في هذه الحياة.

 

مَن مَثلك الأعلى في الحياة وفي عملك؟
حقيقةً أخالف فكرة المثل الأعلى في الحياة، فكلّ إنسان لديه أخطاء وصفات إيجابية وأخرى سلبية، فلا أحد كامل.

 

هل هناك منسّق عالمي يعجبك؟
هنالك الكثير من المنسّقين العالميّين الذين أتابعهم، لأنّني لا أحبّ أن أكون محصورة في ذوق معيّن. ولأنّ مجال الأزهار يعتمد على الذوق، فكلّ منسّق يطغى أسلوبه على أعماله، لذلك أحبّ أن أتابع الجميع، لأستمدّ منهم أفكاراً ورؤوس أقلام أطوّرها بنفسي.

 

ما هو حلمك وماذا تتمنّين؟
حلمي أن تكون "سرايا ورد" الأولى عالميّاً في مجال الزهور، وأن أملك مزارع زهور خاصّة بعلامتي في مختلف دول العالم، وأتمنّى أن يكون لديّ أسطول طائرات خاصّة لنقل الزهور على مستوى العالم.

 

إقرئي ايضاً:

المصممة السعودية هالة عناني: "حبي للعباءة جاء من خلال تمردي عليها في الصغر"

مصممة الأزياء السعودية انتصار السرحي: أبحث عن الندرة والأرستقراطية في عباءاتي

صانعة الذهب السعودية دانة العلمي: تستطيع المرأة إنتاج 600 قطعة خلال ساعة واحدة

سمات :
أضف تعليقا
المزيد من مقابلات