حلى الفضة السعودية بين التراث والحداثة والأكسسوار

يُعرَف عن المرأة العربيّة عشقها للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، التي تبرزها جمالاً وبهاءً وتعزّز تدليلها لنفسها؛ وتحتلّ الفضّة المركز الثاني بعد الذهب من حيث الرغبة باقتنائها. هذا الأمر كان قديماً، أمّا في عصرنا الحالي، ومع رواج صناعة الأكسسوار، بات الأمر مختلفاً. في التقرير التالي، نطلعك على تاريخ الفضة قديماً وحديثاً، وتطوّره في عصرنا جنباً إلى جنب مع زينة الأكسسوار، ونختم بأهمّية طاقته المعدنيّة وطرق الاعتناء به.

 

الفضّة بين الأمس واليوم
History Facts

ديانة طاهر اسماعيل
خبيرة في الأزياء التراثيّة
تقول: "قديماً كانت استخدامات الحليّ الفضّية تختلف من منطقة لأخرى في المملكة العربية السعودية. فهناك مناطق تُعتبر فيها الحليّ الفضّية جزءاً لا يتجزّأ من زينة المرأة، وبخاصّة العروس، وذلك بعدّة أشكال، حليّ للرأس، عقود، خواتم، خلاخيل، أحزمة، والتي يكثر استخدامها في منطقة أبها والطائف. وإذا ما اتّجهنا جنوباً إلى جيزان، تعتمد الزينة كثيراً على الحليّ الفضّية. أمّا بالنسبة إلى المنطقة الغربيّة، فيميل أهلها إلى حليّ الذهب والألماس في لباسهم التراثي. ومن جهتهم، يمتلك أفراد قبائل الهدا أكثر من لباس تراثي، لذلك يعتمدون على زينة الفضّة".
وتضيف ديانة: "اليوم، قبائل قليلة في المملكة لا تزال تلبس لباسها التراثي القديم، ومن مكمّلاته الحليّ بأشكاله القديمة. أمّا في مكّة والمدينة، فلم يعد اللباس التراثي زيّاً رسميّاً إلا في ليلة الغمرة، أو في الحفلات التنكّرية. وعليه يترتّب عدم وضع الحليّ بأشكالها القديمة، في غياب الزيّ التراثي، الذي تُعَدّ مكمّلاً له، حيث إنّ نساء اليوم أصبحن يرتدين الحليّ الفضّية العصرية. وبالرغم من ذلك، هناك بعض القبائل والمناطق التي لا تزال متمسّكة بالزيّ التقليديّ القديم، الذي يرتّب على أهلها وضع الحليّ التراثيّة؛ على غرار أهل منطقة الهدا، الذين لا يزالون إلى الآن يلبسون زيّهم التقليدي في مناسباتهم العامّة والمهمّة، وعندما يزورون بعضهم البعض، وهم لا يزالون يتباهون بذلك".
وتتابع: "أمّا عن حليّ الفضّة اليوم، فهي تنقسم إلى قسمين في المملكة: الأوّل في المدن، التي لا تزال تحافظ على لباسها التراثي القديم، ما يعني أنّ حليّ الفضّة لا زالت على أشكالها القديمة؛ والثاني، في كثير من مناطق المملكة، حيث يبقى التزيّن بالفضّة أمراً مهمّاً لدى المرأة السعوديّة، التي تعتمده مع الجلابيّات وفي المناسبات، كاليوم الوطني، وفي ليلة الحنّاء، أو خلال شهر رمضان. وتزيّنها بالفضّة يأتي بشكل مستحدث وعصريّ، خصوصاً وأنّ العديد من تصاميم اليوم تدمج الفضّة مع الأحجار الكريمة والألماس".
وتختم اسماعيل بقولها: "إنّ الفضّة جزء مهمّ من زينة المرأة السعوديّة عبر العصور، لأنّها لا تستطيع أن تستغني عن الحليّ الأصيلة، التي تدخل من ضمنها الفضّة، إلى جانب الذهب والألماس".

حلى الفضة السعودية بين التراث والحداثة والأكسسوار

 

طاقة معدن الفضّة
مها عجاج
خبيرة في رفع الوعي والتنمية الفكريّة وخبيرة في الأحجار الكريمة
تشاركنا خبرتها، فتقول: "بدايةً، علينا أن نفرّق بين أمرين: الطاقة السلبيّة والمشاعر السلبيّة. فالطاقة السلبيّة تكمن في المعادن كالذهب والفضّة والأكسسوار؛ أمّا المشاعر السلبيّة، ففي الأحجار الكريمة. وفي كلا الحالتين، يحتاج المعدن أو الحجر إلى تنظيف طاقيّ: في الحالة الأولى، يستطيع مطلق أيّ شخص القيام بهذه العمليّة؛ أمّا في حالة التنظيف الطاقي للحجر الكريم، فيحتاج الأمر إلى اختصاصيّين، حيث تتعدّد طرقه.
وللعلم، إنّ الحجر الكريم يمتلك وعياً وذاكرة تحتفظ بالمشاعر، ولأجل ذلك عندما يكون هناك خاتم قديم للجدّ، يرثه أحد الأولاد، نجد الولد قد انتقل إليه نفس مرض جدّه أو نفس الشعور. لذلك، ننصح عادةً الناس بضرورة تنظيف طاقة أحجارهم الكريمة، وهذا معناه إزالة المشاعر الملوّثة. أمّا المعدن، فلا يمتلك هذه الخاصّيّة، إذ لا يمتلك الوعي ولا يحتفظ بالمشاعر".
وتضيف عجاج: "تُعتبر المعادن عموماً "موصلاً طاقيّاً جيّداً"، للطاقة السلبيّة أو الإيجابيّة، وأقصد بالمعادن هنا الذهب والفضّة والأكسسوارات. ويُعتبر الذهب أعلى موصل طاقيّ جيّد، تليه الفضّة، فهما يفتحان ويحرّكان مسارات الطاقة في جسم الإنسان. والفضّة التي لونها ذهبي هي أفضل من الفضّة التي لونها فضّي".
وتتابع: "أمّا الأكسسوارات، فهي ذات وضع مختلف، وذلك حسب تكوينها. فهناك أكسسوار منخفض التكلفة، يحتوي على نسب نيكل عالية، وهناك ما يحوي على نحاس أو نسب حديد أعلى. لذلك لا نستطيع أن نقول أنّ للأكسسوار على وجه العموم قاعدة واحدة. لكنْ بإمكاننا القول أنّ الذهب والفضّة هما موصلان جيّدان للطاقات الإيجابيّة، وإذا تعلّقت بهما طاقة سلبيّة، فعلى السيّدة أن تقوم بتنظيفها جيّداً؛ فهما من ناحية الطاقة أفضل من الأكسسوار، لأنّ الأخير في الغالب موصل جيّد، ولكنْ للطاقة السلبيّة.
وطريقة تنظيف الطاقة السلبيّة عن الذهب والفضّة أمر سهل جدّاً، تكون إمّا بإعادة طلائه، أو تبخيره أو وضعه تحت ماء جارٍ كماء الصنبور".

 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

الطلب على الأكسسوار
عبدالله العماري
جوهرجي، ذو باع طويل في الذهب والفضّة
يقول: "إذا كان للسيّدات خياران، بين شراء الفضّة أو الأكسسوار، لاخترن الأكسسوار، وهذا ما يحدث حاليّاً، ولعدّة أسباب:
الفضّة تفقد من قيمتها الشرائيّة بعد أن تقتنيها السيّدة، مثلها مثل الأكسسوار تماماً، لذلك تتّجه المرأة إلى شراء الأخير أكثر.
الأكسسوار يتنوّع في الأشكال والألوان، بعكس الفضّة. وكما يُعرَف عن المرأة عشقها للأشياء الغريبة، تراها تميل إلى تصاميم الأكسسوار دوناً عن الفضّة.
الأكسسوار شبيه بالفضّة من حيث إعادة طلائه وتجديده وتنظيفه، في حال خفّ بريقه مع الزمن.

حلى الفضة السعودية بين التراث والحداثة والأكسسوار

 

آراء مختلفة
اتّجهنا بالسؤال نفسه إلى عدّة سيّدات لمعرفة آرائهنّ حول أفضليّة شراء واعتماد الأكسسوارات أم الفضّة، وعدنا بالأجوبة التالية.

 

رمله مالكي
31 عاماً
مساعد مدير العلاقات العامّة والتسويق في فندق جدّة هيلتون ووالدورف آستوريا جدّة - قصر الشرق
تقول: "أفضّل شراء الفضّة لخواصّها العلاجيّة، التي تتفاعل مع جسم الإنسان والتي أُثبتت على مرّ الزمان. كما أنّني أهتمّ بالمجوهرات والمعادن النفيسة للسبب نفسه، فبالطبع أفضّل الفضّة على الأكسسوار العادي".

 

د. رويدة إدريس
تقول: "أحبّ الفضّة، وخصوصاً تلك المشغولة يدويّاً، وتلك التي تحمل نقوشاً ذات طابع قديم، ذلك لأنّني أميل إلى البساطة ولا أحبّ المجوهرات ولا الأكسسوارات".

 

لينا البكري
مسؤولة تسويق
تقول: "طبعاً أفضّل الفضّة على الأكسسوار، إذ له رونق خاصّ، وهو جيّد لطرد الطاقة السلبيّة".

 

غادة عبدالله
26 سنة
بكالوريوس إدارة أعمال
توافق سابقاتها بالرأي، وتقول: "أفضّل أن أتزيّن بالفضّة دوناً عن الأكسسوار، لأنّها أفخم ولا يتغيّر لونها مع الزمن".

 

ثناء المحمد
24 عاماً
خرّيجة صحافة من جامعة الملك عبدالعزيز
تقول: "أفضّل الأكسسوار على الفضّة، لأنّ الأكسسوارات متوفّرة في كلّ الأماكن، عدا عن كونها تأتي بأشكال جميلة وجذّابة لا نراها في الفضّة".

 

عالية عبدالله
31 عاماً
محاسبة
تقول: "الفضّة تدوم مع الزمن، لذلك أفضّلها على الأكسسوار، ولكنْ إن سألنا أنفسنا نحن السيّدات لماذا نشتري الأكسسوارات بهذه الكمّية، مع علمنا بدوام الفضّة؟ أعتقد أنّ السبب في ذلك يعود إلى ناحيتَيّ الميزانيّة والتجديد. فالأكسسوار يمنحنا خاصّيّة التزيّن بأطقم جديدة بأقلّ الأسعار، ونحن السيّدات نحبّ التغيير".

 

أسيل الخطيب
27 عاماً
مسؤولة مبيعات وعلاقات عامّة:
تؤكّد: "أفضّل الفضّة لأنّها، مهما مرّ بها الزمن، تبقى قيّمة، وتتوارثها الأجيال كذكرى جميلة تتركها الأم لابنتها".

 

ولاء الأصفري
31 عاماً
سكرتيرة تنفيذيّة
تقول: "أفضّل الفضّة بالطبع لأسباب كثيرة، أوّلاً لأنّها تدوم مع الزمن، وثانياً لأنّها تحمل طاقة جيّدة، ومن الممكن أن تنتقل من جيل إلى آخر".


كيف تحافظين على الفضّة؟
وفاء مختار
خبيرة أكسسوارات
تقول: "إنّ الفضّة معدن حسّاس جدّاً وسريع التأكسد، ما يفقده بريقه بسرعة. لذلك يجب على المرأة أن تحتفظ بقطعها الفضّية في أكياس جافّة غير رطبة، وبعد ذلك وضعها في علب المجوهرات المخمليّة".
وتتابع قولها: "إنّ هناك أكثر من طريقة لتنظيف الفضّة منزليّاً، لعلّ أسهلها ما يلي: ضعي قطعة الفضّة التي تريدين تنظيفها في إناء يحوي ماءً ساخناً وعصير ليمون، ثمّ دلّكيها بقطعة من قماش الشامواه أو جلد الغزال".

 

إقرئي ايضاً:

المصممة سجى اليوسف: المصمم المبدع يستلهم من كل شيء

سمر القصيبي تروي شغف أجيال في صناعة المجوهرات

المصممة إيمان العجيمي: أشجّع استخدام الكتابة والنقش على الأحجار في المجوهرات

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات