سمر القصيبي تروي شغف أجيال في صناعة المجوهرات

"الإبداع في المجوهرات يكمن في عدم اتّباع الموضة، بل يأتي من الأفكار التي نعمد إلى تطويرها"، عبارة استوقفتنا خلال الحوار الذي أجريناه مع سمر القصيبي، مصمّمة مجوهرات ومديرة دار "الزين" التي تأسّست عام 1930. القصّيبي حكت بإسهاب عن الأسلوب الذي يميّز مجوهراتها، وعن مجموعة الدار الجديدة، "المهراجا".

 

عرّفينا بنفسك؟
سمر القصيبي، مديرة في مجوهرات "الزين" وزوجة نبيل عبدالله الزين، مصمّمة مجوهرات سعوديّة، درست في دار الحنان في جدّة، وتخرّجت من جامعة الملك عبد العزيز في مجال إدارة الأعمال.

 

حدّثينا عن أهمّ المحطات في تاريخ مجوهرات "الزين".
جدّ زوجي كان تاجر لؤلؤ بسيطاً جدّاً، وورث منه أولاده هذه المهنة، حيث كان اللؤلؤ لا يُدمج بشيء آخر حينها، فتبّناها والد زوجي عبدالله الزين وطوّرها، وأصبح من أوائل الذين دمجوا بين الأحجار الكريمة والألماس واللؤلؤ في المنطقة. كان ذلك بين خمسينيّات وستينيّات القرن الماضي، وافتتح محلاً في ذلك الوقت يقع في باب البحرين، إيذاناً منه بتبنّي هذه المهنة. ثمّ تطوّرت الشركة على يد زوجي نبيل الزين منذ العام 1977، وأخذ على عاتقه التوسّع في المنطقة العربيّة.

 

ما قصّة الشغف في مجوهرات "الزين"؟
الحبّ والشغف هما دافع قويّ جدّاً لدى كلّ إنسان لضمان استمراريّته. وهذا ما حدث فعلاً مع  شركتنا العائليّة، فمثلاً زوجي وأنا لم نطلب من أبنائنا أن يدرسوا أو يعملوا في مجال المجوهرات، بل تركنا لهم الخيار دوماً. شغفهم وحبّهم بهذا المجال هو الذي حرّكهم ودفعهم إلى التخصّص والعمل فيه.

 

هل تشاركين في العمليّة الإبداعيّة؟
كلّ شخص يعمل في مؤسّستنا هو شريك في العمليّة الإبداعيّة، وليست هناك حدود أو دراسة تقيّد الإبداع. فتذوّق الجمال ليس حكراً على أحد، وما يميّزنا هو التشارك والتشاور في كلّ عمل. نحن في النهاية عائلة قبل أن نكون صنّاع مجوهرات، ولأجل أن يبصر تصميم ما النور، نقيم اجتماعات مطوّلة.

 

"المهراجا" اسم مجموعتكم الجديدة، حدّثينا أكثر عنها.
تعتمد مجموعة "المهراجا" على اللؤلؤ الذي نتميّز به، وقد أعدنا صياغته بطريقة حديثة وعصريّة، ودمجناه مع الأحجار الكريمة والألماس.

 

ما مدى أهمّية الخبرة الطويلة في صناعة المجوهرات؟
صناعة المجوهرات تمثّل سنين متراكمة من الخبرة والعمل الدؤوب، فهي حصيلة تجارب خضناها من خلال مسيرتنا الطويلة. والتواجد في عالم صناعة المجوهرات يتطلّب نفساً طويلاً وتركيزاً على أدقّ التفاصيل وأصغرها.

 

إقرئي أيضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

ما هو ذوق المرأة الخليجيّة، والسعوديّة بنوع خاصّ؟
أنا من أشدّ المعجبات بالمرأة السعوديّة، لأنّها امرأة مبدعة تتمتّع بذوق خاصّ بها، وتستطيع التفريق بين المنتج الجيّد والسيّئ. ولكن عموماً تفضّل كلٌّ من المرأة السعوديّة والخليجيّة القطع التي نقول عنها "تملأ العين"، أي القطع الفاخرة، حتّى وإن كانت بسيطة. وتأتي خصوصيّة المرأة السعوديّة بأنّ لها متطلّباتها الخاصّة، وذلك بحسب ظروفها وبيئتها، لذلك يزداد لديها التحدّي لإثبات تفرّدها، حتّى في المجوهرات.

 

لكلّ شيء جوهر، ما هو جوهر مجوهراتكم؟
تعتمد مجوهراتنا على فكرة احتضان الحياة في جميع مراحلها، من بداية كونك طفلة صغيرة تزدانين بالمجوهرات حتّى بلوغك سنّ المراهقة، ثمّ تألّقك عروساً متوّجة ليلة زفافك. حتّى أنّنا نعتمد في فروعنا فكرة الأماكن الدائريّة، امتداداً لدورة الحياة. فنحن كشركة عائليّة نسعى إلى إشعار الآخرين بأنّ علاقتنا بهم عائليّة أيضاً.

 

ما الذي يميّز مجوهراتكم؟
نتميّز بأنّنا مصنّعين محلّيّين، أيْ أنّنا نصنع كلّ التفاصيل الصغيرة والكبيرة، من منشأ الفكرة والتصميم إلى مرحلة التصنيع وإخراج القطعة إلى النور.

 

هل تتبعون الموضة في تصميم مجوهراتكم؟
يحكمنا دوماً الدمج بين الأسلوب الشرقي والأوروبي. فمثلاً نستوحي نقوشنا من المساجد القديمة، ثم ندمجها بشكل عصريّ. الإبداع في المجوهرات يكمن في عدم اتّباع الموضة، بل يأتي من الأفكار التي نعمد إلى تطويرها.

 

أيّ معارض للمجوهرات شاركتم فيها؟
نشارك في المعارض العالميّة، مثل معرض بازل في سويسرا، علماً أنّ هذا المعرض لا تُقبَل المشاركة فيه إلا بعد تقييم مستوى المجوهرات المقدّمة، وهذا الأمر نفتخر فيه كثيراً. كما لدينا مشاركات في معرضَيّ نيويورك ولاس فيغاس. لكنّنا توسّعنا في السوق الخليجي كثيراً، وافتتحنا مصنعنا الخاصّ، إذ زادت كمّية الطلبيّات، فتوقفنا مؤخّراً عن المشاركة في المعارض.

 

هل هناك إقبال للمرأة الأوروبيّة على التصاميم العربيّة؟
هناك إقبالٌ كبير جدّاً، وخصوصاً على المجوهرات الكلاسيكيّة، وذلك بسبب اتّجاه العلامات التجاريّة العالميّة، مثل كارتييه وبوشورون، إلى إدخال النفس الشرقيّ إلى مجموعاتها. وهدفنا أن تتعرّف المرأة الأوروبيّة على ثقافتنا الشرقيّة من خلال تصاميمنا.

 

نصيحة لكلّ مصمّمة مبتدئة؟
أنصح كلّ مصمّمة ناشئة بالتحلّي بالشجاعة وبالسير قُدماً لإثبات ذاتها في عالم بريق المجوهرات، حتّى تصل إلى الهدف الذي وضعته لنفسها. كما عليها الالتزام بالصبر والنفس الطويل، والتعامل مع مصانع من شتّى أنحاء العالم، حتّى ولو كان المصنع في أقصى بقاع الأرض، حيث إنّ الوسائل التكنولوجيّة الحديثة قرّبت المسافات.

 

إقرئي أيضاً:

المصممة إيمان العجيمي: أشجّع استخدام الكتابة والنقش على الأحجار في المجوهرات

مجوهرات "شارمالينا" ماركة سعودية تجمع بين الرومانسية والسحر

أفكار مبتكرة لدبش العروس

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات