الطب النسائي التجميلي و فتور العلاقة الزوجيّة

قد تعترض العلاقة الزوجيّة بعض المشاكل التي تهدّد نجاحها واستمراريّتها، وتزعزع استقرارها. ولطالما استوقفتنا العديد من الشكاوى التي تغمز مضامينها من عدم الرضا والاكتفاء... وأمام محاولات جاهدة في السعي إلى منع وقوع الفتور بين الزوجين، تبقى الضوابط والمحظورات المتوارثة في معظم الأحيان، سدّاً منيعاً أمام فضولهما في اكتشاف الأسباب والبحث في حلّها.

ومع التسليم بدور الزوجين ومسؤوليتهما في المحافظة على علاقة منسجمة، تكلّلها المودة والاحترام، يبقى السؤال يدور حول مدى معرفة كل منهما بحاجة الآخر ورغباته، وبقدرته على تلبيتها. ففي ظل الوفاق الفكري والاستتباب العاطفي، لا يبقى أمامهما سوى البحث في الأمور الأخرى...

فهل يكون سبب الفتور، تقصير في معرفة الآخر ومعرفة الذات؟ أم هو الفشل في التوصّل إلى "اكتشاف" مناطق مؤثّرة داخل الجسم؟

 

اقرئي أيضاً أدوية الاكتئاب تطيح بالعلاقة الزوجيّة

 

الـ"جي سبوت" أو منطقة الـ"جي"، والتي اكتسبت اسمها من مكتشفها العالم الألماني أرنست جرافنبرج، هي منطقة حسّاسة، موجودة تشريحيّاً داخل جسم المرأة. وقد أكّد الدكتور روني الخوري، الاختصاصي في الجراحة النسائيّة والتوليد والعقم، في لقائه مع "الجميلة"، أنّ هذه المنطقة تشكّل مركز التقاء العديد من الخيوط العصبيّة التي من شأنها رفع مستوى الإحساس عند المرأة، وهي تقابل منطقة البروستات عند الرجل.

ويضيف الخوري أن هذه المنطقة الحسّاسة من جسم المرأة والتي تقع على الجدار الأمامي للمهبل، منفصلة تماماً عن المنطقة الخارجيّة له، وتختلف من حيث دورها وتأثيرها في الجسم من امرأة إلى أخرى. ففي حين أنّها تشكل نقطة ضعف لدى البعض وتلعب دوراً فعّالاً في تنشيط إحساسهنّ ومساعدتهنّ في تحقيق الإشباع، لا تتعدّى لدى البعض الآخر أن تكون عضواً كسائر أعضاء الجسم العادية.

وعن إمكانيّة اكتشاف هذه المنطقة "الخفيّة" من قبل الزوجين، يؤكد الدكتور روني الخوري أن التوصّل إلى اكتشاف المنطقة الحسّاسة في جسم المرأة أو عدمه، لا يجب أن يشكل هاجساً لدى الزوجين، وأنّ نجاح العلاقة الحميمة يقتضي بلوغ حالة التراضي، أثناء الممارسة بغض النظر عن الوسيلة أو الطرق. فالمهم، برأيه، هو أن يستمتع الزوجان بالعلاقة، دون التركيز على أمور ثانويّة من شأنها أن تهدّد سعادتهما.

 

 

مادة دسمة في الدراسات العلميّة

ويشير الدكتور الخوري إلى أنّ اكتشاف هذه المنطقة "الغامضة" في جسم المرأة شكّل في وقت من الأوقات مادة دسمة في الدراسات العلميّة، حيث خصّصت مساحات ومساحات لتسليط الضوء على هذه المسألة، وخصوصاً بعد أن اختلفت الآراء وتناقضت المواقف حول صدقيّة وجودها أم عدمه.

ولم تكتف الأبحاث والدراسات بالتوصّل إلى تأكيد وجود منطقة الـ"جي سبوت" في جسم المرأة، بل تعمّقت في البحث عن طرق لتعزيزها وتفعيل دورها وتهيئتها بشكل أفضل لتأمين السعادة للمرأة وإنجاح علاقتها بزوجها.

 

 

علاج يعزّز إحساس المرأة

وكانت نتيجة هذه الأبحاث، التوصّل إلى تقنيّة حقن هذه المنطقة بحمض الهيالورونيك hyaluronic acid، وهو مادة قادرة على جذب الماء بنسبة عالية، تستخدم عادة في ملء تجاعيد الوجه، وتؤدّي إلى انتفاخه.

ومن هنا كان الهدف من حقن منطقة الـ"جي سبوت" بحمض الهيالورونيك، زيادة حجمها وجعل حظوظ الوصول إليها أكبر وبالتالي رفع مستوى الإحساس بالراحة والرضا أثناء العلاقة الزوجيّة الحميمة.

ويشرح الدكتور الخوري أنّ هذه العملية تتمّ على يد طبيب أمراض نسائية متخصّص في التجميل النسائي، وتُجرى في العيادة دون الحاجة إلى إدخال السيدة إلى المستشفى أو إخضاعها للبنج.

وعملية الحقن هذه، والتي تتمّ بواسطة إدخال حقنة الهيالورونيك عبر المهبل، تستمر لمدة 10 دقائق تقريباً، تحتاج بعدها السيدة إلى الراحة لفترة لا تتجاوز الأسبوع، قبل معاودة ممارسة العلاقة الزوجيّة بشكل طبيعي.

 

اقرئي أيضاً مصير العلاقة الزوجيّة بعد استئصال الرحم

 

عوارض سلبية

وعن العوارض السلبيّة التي قد تنتج عن هذه العملية، يشرح الخوري أنها تُختصر في احتمال إصابة منطقة الحقن ببعض الالتهابات التي تؤدّي إلى جروح وتشويهات لدى السيّدات اللواتي يعانين من حساسية ضد حمض الهيالورونيك. أما النساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية مثل ضعف مناعة الجسم أو أمراض السكري فلا يمكنهنّ، بحسب ما أكد الخوري، الخضوع لمثل هذه العملية.

وحول ما إذا كان مفعول هذا الحمض يدوم لفترة طويلة، يوضح روني الخوري أن هذه المادة التي يتمّ حقن المنطقة الحساسة بواسطتها، يستمرّ مفعولها لفترة تتراوح بين 6 و9 أشهر، تستطيع بعدها السيدة معاودة الخضوع للعملية، مشيراً إلى أنّ الكمية التي تحتاج إليها من هذا الحمض في كل مرة، تصبح أقل من المرّة التي سبقتها.

 

 

أسباب ضعف المنطقة الحساسة

وعما إذا كان عامل التقدّم في السن، سبباً من الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف هذه المنطقة والحاجة لمثل هذه العملية،  يقول الدكتور الخوري أنّ إحساس المرأة وحاجتها مرتبطان بالعامل النفسي وليس بالوقت، كما أن اندفاع المرأة للعلاقة الحميمة هو الذي يخفّ مع الوقت، ولا علاقة للمنطقة الحسّاسة بهذا الأمر.

أضف تعليقا